أكدت مصادر أكاديمية بيئية في جامعة الملك عبدالعزيز أخيرا، أن علاقة الهواء بملوثات احتراق وقود السيارات، ترتبط ارتباطا وثيقا بزيادة أعداد السيارات، فكلما زادت السيارات زادت كمية الانبعاثات، مرجعين الانبعاثات عن عملية احتراق وقود السيارات إلى نوع السيارة، وحجمها، وعمرها، وطريقة قيادتها، معتبرين القيادة بسرعة عالية، أو بطريقة بطيئة جدا في خطوط غير معبدة أو ملتوية، تسهم بشكل كبير في انبعاثات وقود السيارات، المسبب لتلوث البيئة. ووفقا لـ"واس" فقد قدرت المصادر نفسها نسبة ما يتم استهلاكه من وقود البنزين والديزل يوميا بنحو 811 ألف برميل، تذهب في عملية احتراق وقود ما يزيد على 12 مليون سيارة في المملكة. وبمقارنة العدد الضخم من السيارات، الذي يعد رقما قياسيا بالنسبة إلى عدد السكان يتسبب بالتأكيد في زيادة حجم استهلاك الطاقة في المملكة، وهو ما يعد من أهم التحديات التي تواجه المملكة في مجال الطاقة، بالاستخدام الأمثل للطاقة، والمحافظة على استمرار النمو الاقتصادي والسكاني، الأمر الذي يحتم العمل على رفع كفاءة الاستهلاك السنوي للطاقة التقليدية، وخفض استخدامات البترول، خلال السنوات المقبلة، بوصفها أهم الأهداف لترشيد الطاقة. وأوضح الدكتور أحمد الأنصاري رئيس قسم العلوم البيئية بكلية الأرصاد وحماية البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز، أن مشاريع القطارات، والطرق الجديدة، ستقلل من استهلاك الطاقة، إذا ما استطعنا تغيير نمط حياتنا، باستخدام المواصلات العامة، بشرط أن تدار وتصان بشكل جيد لكي تشكل بديلا في استخدام المركبة الخاصة، وبالتالي يسهم ذلك في تقليل استهلاك الطاقة، ما يقلل من حدة تأثر المناخ، والبيئة، بالمواد والمحتويات الناجمة من احتراق الوقود الملوثة للبيئة. وقال الدكتور نايف المكيشة أستاذ الأحياء الدقيقة البيئية بكلية الأرصاد وحماية البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز، إن البدائل الآمنة المتمثلة في استخدام المخلفات العضوية، المتجددة للطاقة، كاستخدام تقنية تدوير المخلفات في إنتاج بعض المركبات الكيميائية، التي يمكن استخدامها كمصدر متجدد للطاقة، مثل الوقود الحيوي، والطاقة الشمسية، التي تمتاز باستدامتها، ونقائها للبيئة، لافتا إلى أن الوقود "الأحفوري" المعتمد عليه في أسواقنا، يمكن أن ينضب في أي لحظة، كونه غير مستدام. وأشار إلى أن وسائل المواصلات العامة تلعب دورا كبيرا في تخفيض نسبة التلوث، مشددا على أهمية التركيز على الأبحاث لإنتاج طاقة آمنة مستدامة، مبينا أنه تم نشر عدة أبحاث في بريطانيا حول تطوير إنتاج هذا النوع من الوقود (الطاقة المتجددة). وأشار الدكتور ممدوح إبراهيم أستاذ تلوث الهواء بكلية الأرصاد وحماية البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز إلى أن علاقة الهواء بملوثات احتراق الوقود وعلاقته بالمركبات على وجه الخصوص هي علاقة ذات تاريخ طويل ترتبط بزيادة أعداد المركبات، فكلما زادت أعداد السيارات زادت كمية الانبعاثات المتوقفة على نوع السيارة، وحجمها، وعمرها الزمني، وطريقة قيادتها، ولتقليل هذه الانبعاثات لا بد من توعية المواطنين وتوعية السائق بكيفية القيادة المثالية للمركبات بالطريقة الصحيحة التي تسهم في تقليل استهلاك الوقود، ما يعد القيادة بسرعة عالية في الخطوط السريعة أو القيادة بطريقة بطيئة جدا في الخطوط غير المعبدة أو الملتوية، تسهم بشكل كبير في استهلاك الوقود ولتفادي ذلك لا بد من التوعية وتحديد السرعات التي تتطابق مع شروط ونظام الحد من استهلاك الوقود، سواء عن طريق الحملات التى تسهم في زيادة وعي المواطن، بوضع ملصقات توعوية على زجاج السيارات من بلد المنشأ، ما يسهم في الحد من استهلاك الطاقة، مفيدا أن هناك ثلاث محطات بجدة ترصد حجم التلوث في الجو، وتقيس الأتربة العالقة، والغازات بشكل عام، إضافة إلى محطات أخرى تابعة للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تعمل على مدار اليوم. وشدد أسعد أبو رزيزة الأستاذ المشارك في قسم العلوم البيئية في كلية الأرصاد على أهمية أن تكون التوعية على مستوى وطني، وتعرف بمعنى الإسراف في استهلاك الوقود، والتعريف بالتلوث البيئي، سواء في المدارس العامة، أو المجمعات التجارية، مؤكدا أن التوعية ليست في استهلاك الوقود فحسب، بل استهلاك الطاقة بشكل شامل، مع وضع ملصق توعوي لاستهلاك الطاقة.