تظل حراسة المرمى مركزا حساسا ومهما في خريطة أي فريق كروي، فمتى ما امتلك الفريق أو المنتخب حارسا ذا إمكانات عالية، ومطمئنا لزملائه اللاعبين ويمنحهم الثقة ويكون علامة فارقة في صفوف فريقه، فبلا شك ستكون النتائج مذهلة. الأمثلة كثيرة على حراس المرمى المتألقين الذين منحوا فرقهم أو منتخبات بلادهم التفوق ووصلوا بهم إلى منصات التتويج، وكانت الحسرة تبدو واضحة على محيا أي منهم عندما تستقبل شباكه هدفا للمنافس. الكرة السعودية لم تخلُ من النجوم البارزين في هذا المركز الحساس، الذين سطروا أسماءهم بمداد من ذهب، وعلى سبيل المثال لا الحصر، رئيس اتحاد القدم الحالي أحمد عيد، ومبروك التركي رحمه الله وسالم مروان شفاه الله، وعلاء رواس، ومحمد المطلق، وصولا إلى عبدالله الدعيع وسعود السمار، وأخيرا محمد الدعيع وحسين الصادق. إلا أنه بعد اعتزال الثنائي الأخير، وخصوصا إخطبوط آسيا الذي كان علامة فارقة على المستوى المحلي والقاري بل والدولي، وكان عنصرا فعالا ضمن جيل التسعينات الميلادية الذي حقق الإنجازات مع الأخضر ونادييه الطائي والهلال، لم يبرز حارس مرمى جديد يحمل اللواء ويقدم ما قدمه سابقوه، بل على العكس باتت أخطاء الحراس سمة المنافسة المحلية وحتى على مستوى المنتخب، وربما يشاركني في رأيي هذا نقاد ومدربو حراس. غياب الحراس النجوم له أسبابه وربما مبرراته، ولعل ندرة المواهب وعدم اهتمام الأندية بمدربي الحراس ومدى الكفاءة لدى المدرب أهم الأسباب، إضافة إلى أن اللاعبين أنفسهم يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية بعدم تطوير الذات والاهتمام بالنفس والبحث عن تقديم العطاء المميز. نحتاج إلى فتح المجال للمدربين الوطنيين أمثال جاسم الحربي وتركي السلطان وعلاء رواس وغيرهم ليقدموا لنا حراسا مبدعين، يعيدون لحراسة المرمى السعودية هيبتها، وإن لم يكن ذلك فعلى أنديتنا أن تجلب مدربين يملكون سيرة ذاتية مقنعة.