برامج ثقافية بنكهة فوط نسائية! بقلم : أحمد سعيد مصلح (الصحفي المتجول) أصبت بالدهشة لدرجة(الفهشة المفهوشة بالفهشة) الظاهرة على آخرها وأنا أستمع لصوت المذيع وهو(يلعلع بصوت أشبه مايكون بعواء ذئب) أثناء إعلانه عن برنامج تلفزيوني ثقافي ولكن سبب دهشتي هذه - ليست بسبب تفاهة البرنامج وضحالة مستوي عقليات المشاركين فيه بل كانت بسبب قول المذيع بأن هذا البرنامج تم تحت رعاية نوع من أنواع الفوط النسائية ! ولكم أن تتصوروا ولكن (بغير سيلفي) ما بلغته مستويات رعاية بعض البرامج التلفزيونية والإذاعية ثم ما علاقة (الفوط النسائية وماتحتويها) بالبرامج الثقافية والأدبية ؟ – وهذا البرنامج الثقافي الحواري هو نموذج لرعايات غريبة الشأن والمظهر والمسلك حيث يقدم تحت رعاية أجود أنواع (الفوط النسائية) المقاومة للبلل ! وكثيرة هي مثل هذه البرامج والرعايات التي تحيط بها من كل حدب وصوب حيث نجد على سبيل المثال لا الحصر برنامج حواري أدبي يكون على أعلى المستويات ويشارك فيه بعض رموز الأدب والثقافة وغيرهم ثم نقرأ على الشاشة وبالبنط العريض جداً أن هذا البرنامج تم برعاية (حفائظ الأطفال) من نوع كذا – وللتأكيد أكثر على هذه الرعاية يصر المخرج رعاه الله وأمد في عمره وجعل (الحفاظة فوق وجهه المبجل ) على إظهار صورة طفل لايستر جسده سوي (حفاظته )! وليت الأمر يقتصر على مثل هذه الرعايات المقززة – ولكن الأمر تطور أكثر من ذلك فأصبحت عمليات الرعاية تشمل المطاعم ومحلات الحلاقة والسباكة – ولأبأس أن تطالعنا لوحة لبرنامج سياسي وقد حملت عبارة أن هذا البرنامج السياسي الذي يناقش الوضع في الوطن العربي تم تحت رعاية صالون عم عبده لحلاقة الشعر . همسة (في بلاد برة) نجدهم يمضون وقتهم في هوايات مفيدة مثل الرحلات والإختراعات – وجمع النقود القديمة والطوابع وفي بعض بلداننا العربية نجدهم يمضون أوقاتهم في جمع النفايات من حاويات البلدية أو جمع الشهادات والمؤهلات المزيفة – أو الإنشغال في القيل والقال وحبك المؤامرات والمقالب أو إقتحام المنصات للتهريج ! عجباً عجب (حرب الأحذية): ظهرت في الفترة الأخيرة تصرفات غريبة وشاذة إن دلت على شئ فإنما تدل على مدى الجنون الذي أصاب بعض السياسيين والإعلاميين فقد شن أحد الإعلاميين العرب ما أسامه بحرب الأحذية بعد أن ظهر من على شاشة القناة التي ينتمي إليها وهو يقسم بأن موقفه واضح، ليتحدث عن حذائه الذي سيرفعه رداً على من لا يعلم قيمة بلده وشعبه(الحذائي)! ..