«الخطوة الأولى في تصليح أي شيء عطلان عندنا: طفوه وشغلوه! والمريض عندنا أول نصيحة توجه له: نام واصحى وإن شاء الله ما فيك إلا العافية! عايشين على إعادة التشغيل!». وقال الآخر: «ما ضر الأولين الجملة التي أفحمت وعقدت علماء الطب». إن تكلمنا عن الحياة على كوكب بلوتو لابد أن نجد في المجلس من يتدخل ولا يبدي رأيه فقط، بل يعطي معلومة بأنه رأى كوكب بلوتو البارحة ورأى خيال رجل يتمشّى فيه، مما يؤكد لديه بما لا يدع مجالاً للشك أن على الكوكب حياة ولكن يظهر أنها بدائية! وإن رأينا أحدا يبني بيتاً تحولنا جميعاً إلى مهندسين معماريين ولا يمكن أن نمر بدون أن نعطي رأياً يعدّل الأخطاء التي وقع فيها المسكين من وجهة نظرنا طبعاً، فمن القواعد الراسخة عندنا: أن كل شخص غير ذواتنا الكريمة هو مسكين لا يستطيع تدبّر أموره! هذه كلها يمكن التفاهم حولها، ولكن ما لا يمكن التفاهم حوله، أن التعالم وصل إلى الأمور الشرعية والصحية والتربوية والأسرية! فبالإضافة إلى الفتوى بغير علم والاعتماد على الأحاديث الضعيفة والموضوعة كما هو حاصل، فإنك لا تملك إلا أن تقول عندما ترى شخصاً وقع مريضاً: أعان الله أهله ومرافقيه على كمية النصائح التي ستنهمر على رؤوسهم، وإن لم يسايروها ويبدأوا الرحلات المكوكية بين المستشفيات والرقاة والأطباء الشعبيين وأطباء الكي، رموا بالإهمال والعقوق! مع ما تموج به مواقع التواصل من وصفات طبية يقسم ناشروها كتابةً وصوتاً وصورةً أنها مجربة وأثبتت نجاحها، مما يجعلك تصاب بالذهول كيف غفلت مراكز الأبحاث العالمية التي تسابق الزمن في الاكتشافات العلمية عن هذه الوصفات الناجحة ولماذا لم يحصل أصحابها على براءات اختراع تحفظ إبداعاتهم؟! هذا بالإضافة إلى النصائح الأسرية والتربوية التي تعلّمنا كيف نتعامل مع زوجاتنا وأبنائنا من أناس هم فاشلون أصلاً، وحتى لو كانوا ناجحين فما نجح عندهم ليس شرطاً أن ينجح عندنا! عموماً ما دمنا لا نطوّر أنفسنا علمياً، ولا نقرأ قراءة صحيحة، ولدينا ضعف ثقة بالنفس يجعلنا ننبهر بكل ما يقوله غيرنا، فإننا سنعاني من آثار خطيرة ومدمرة على حياتنا وديننا وقراراتنا وصحتنا وبيوتنا! ٭ متخصص بالشأن الاجتماعي