×
محافظة الباحة

مسؤولون وأعيان في المخواة: كلمة الملك منهاج عمل وتأسيس للمستقبل

صورة الخبر

مضحكة بمواقفها المثيرة للاشمئزاز والاستغراب والجدل، على الرغم من الثوب الأبيض الذي تتلفح به، والشعارات التي ترفعها، إنها منظمات حقوق الإنسان التي تولد في الغرب، أو بمعنى آخر التي تشبه طفل الأنابيب، الذي يجد بدايات حياته في المختبرات الغربية، ليطبع بعد ذلك حسب ما يريد الذين أشرفوا على ولادته، فهذه المنظمات التي تقول بأنها تسعى للحفاظ على حقوق الإنسان في العالم، تنقسم في واقع الحال إلى قسمين، قسم يدرك أنه يعمل في إطار المنظومة الفكرية الغربية، ويقوم بكل ما يطلب منه عن قناعة وبدون أي تردد، وقسم آخر استطاع الغرب خداعه وإقناعه باستقلاليته أو موضوعيته لكنه وقع في مهاية المطاف في الفخ واكتشف أنه ليس سوى ألعوبة في يد هذه الدولة الغربية أو تلك، وحبيس آيديولوجيا مسيّسة ذات مغزى، لتمرير رسائل وخدمة أهداف معينة ومريبة. هذه المقدمة لا تعني أننا ضد حقوق الإنسان، الذي كرمه الله أولاً وضرورة احترامها، أو أننا نعتقد أن كل من ينادي بحقوق الإنسان من أفراد أو منظمات هو خادم للغرب وأفكاره أو كاذب، لكن كل ما في الأمر، أن الكثير من الممارسات والتناقضات الغريبة في بعض أو معظم المنظمات التي تدعي أنها منظمات حقوق الإنسان، أمر يثير الدهشة والاستغراب أحياناً، قبل أن يثير القرف، فهذه المنظمات التي تتزايد يوماً بعد يوم تحت مسميات وعناوين كثيرة، نراها تركز أحياناً نحو منطقة بعينها، تماماً مثلما يركز قناص بعينه لاغتيال ضحية بريئة، إذ يكثر نشاط هذه المنظمات في الدول والمناطق التي تصبح لسبب أو آخر هدفاً للقوى الغربية، إن كان لأسباب اقتصادية أو جيو سياسية، أو ثقافية أو غيرها، فتنتشر هذه المنظمات انتشار النار في الهشيم، وتضخم الصغير، وتفتش في ثنايا المجتمع، عن كل ما من شأنه أن يشكل مادة دسمة لأنشطتها، وذلك من أجل استثماره فيما بعد وتهويل الأمور بشكل كبير والاتجاه بغير مساره الصحيح، يجعل من الأمور الاجتماعية التي قد يكون المجتمع قد ألفها أو تآلف معها أزمة حقيقية، وتشكل أرضية لشقاق مجتمعي. صحيح أن الشعارات التي ترفعها هذه المنظمات قد تبدو للبعض رائعة وبراقة وبريئة، لكن عندما نمعن في الأهداف المرجوة من وراء هذه الشعارات، ندرك مدى الخطورة التي تشكلها هذه المنظمات أو تلك التي تسمي نفسها منظمات المجتمع المدني، عندما تصبح أداة بيد الآخرين، تنفذ عن قصد أو غير قصد برامج ومخططات وأجندات تختلف تماماً عما تدعو إليه وتنادي به، والأهداف السامية. إذ إنه من المستغرب على سبيل المثال، أن هذه المنظمات التي جعلتنا نصاب بالصداع والصدمة وهي تتحدث ليل نهار، عن انتهاك مزعوم لحقوق الإنسان في هذا البلد العربي أو ذاك، تتجاهل بأوامر أسيادها، جرائم كبيرة وبشعة تزكم الأنوف يرتبكها الكيان الصهيوني، ضد شعب أعزل، أو تلك الجرائم العنصرية الواضحة التي تجري في أكثر من مكان في الغرب وخاصة ضد العرب والمسلمين، كما جرى عند تجاهل محرقة تعرض لها مسلمو بورما، ومرت مرور الكرام على مسمع ومرأى العالم. هذه المواقف المتناقضة، والتي تنتهج سياسة الكيل بمكيالين، كانت مثار انتقادات كثيرة، لدى الكثير من المهتمين ورجال الفكر والفن، ومن هؤلاء رسامو الكاريكاتير الذين أثارتهم وتثيرهم تلك الألاعيب التي تمارسها هذه المنظمات العاملة ضمن إطار مؤسسات غربية كبيرة، لا تهدف إلا للسيطرة على العالم واستباحة كل ما هو مقدس وخاص لدى الشعوب، تحت "يافطات" إنسانية. ولأن فن الكاريكاتير كان وسيبقى العين الثاقبة التي تلمح الخطأ بعين نافذة وبصيرة متبصرة، كان ذلك الكم الكبير من رسوم الكاريكاتير الساخرة والمعبرة التي تحاول فضح هذه المنظمات وتعريتها، وكشف دورها الحقيقي. وعندما نرى رسوم الكاريكاتير الكثيرة التي تنتقد سلوكيات هذه المنظمات وانحرافها عن الطريق القويم، حتى من قبل رسامين غربيين وفي نفس البلدان التي تستخدم تلك المنظمات لغاياتها الدنيئة، ندرك أيضاً مدى أسبقية الفنان على رؤية الخطر وتشخيصه، والتنبيه إليه، والتحذير منه، لا سيما وأن الكاريكاتير الفن البصري الساخر الخطير الذي لا يعرف المهادنة ولا الاستسلام، كان وسيبقى العين الفاحصة والريشة الرافضة، التي يرى بها المجتمع، والفكرة القوية التي يعبر بها عن همومه، خاصة وأنه قوي التأثير، وسريع الانتشار وبارع في التقاط الفكرة وتفجيرها ورصد الحدث وانتشاره. وإجماع عدد كبير من رسامي الكاريكاتير العرب والأجانب على فضح الأدوار الحقيقية لهذه المنظمات، أمر يدعو إلى الاهتمام، إذا علمنا مدى الأهمية التي يحملها فن الكاريكاتير ودوره وتأثيره في صناعة الرأي العام وكشف المستور، والدور الذي يضطلع به في القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها من العيوب الشائعة. وندرك من خلال هذه الكاريكاتيرات التي ننشرها بعضها هنا، ندرك أن هذه المنظمات إنما تحاول دس السم في الدسم، لأهداف بعيدة كل البعد عن الشعارات التي تطرحها، أو "اليافطات" التي تحملها. وبالتأكيد لا يجوز فهم هذا الكلام على أنه معاد لكل ما تقوم به منظمات حقوق الإنسان ودورها الإنساني والحقيقي، ولا يمكن وضع كل هذه المنظمات في سلة واحدة، وإنما هو فقط مجرد تذكير بأن بعض أو معظم هذه المنظمات تمارس أحياناً سياسات مشبوهة وأهدافاً ذات مغزى ترسم لها لتأدية أدوار محددة بعيدة كل البعد في نتائجها عن حقوق الإنسان التي تزعم الدفاع عنها. ولكن كانت ريشة الكاريكاتير لها بالمرصاد لتفضح إدعاءاتها المغرضة والافتراءات من خلال هذه الرسومات الجريئة التي رصدناها وأرفقناها بهذا التقرير ليطلع القارئ والرأي العام على بعض سياسات منظمات حقوق الإنسان العالمية غير الحيادية وغير المنصفة.