نفى المعارض السوري والناطق السابق باسم قيادة الجيش الحر لؤي المقداد، ما تردد حول زيارته إسرائيل، معتبرا في حوار لـ «عكاظ»، أن من يزور طهران وموسكو من السوريين فهو خائن كمن يزور إسرائيل. وأكد أن هذه الدول متورطة في دماء الشعب السوري ومحتلة لأرضه. • هناك إصرار على اتهامك بزيارة إسرائيل وإلقاء محاضرة هناك، فبما ترد؟ ــ لا أنفي زيارتي لإسرائيل في حال حدثت، لكني لم أقم بزيارتها مطلقا، وتزامن الإعلان عن الزيارة مع تواجدي في لندن، وقبلها في الولايات المتحدة ثم باريس فاسطنبول. هذا الإصرار على جعلي متهما دائما باعتبار أن من يزور إسرائيل متهما وخائنا، أيضا أعتبر أن من يزور موسكو وإيران هو المتهم والخائن لدماء السوريين، فهاتان الدولتان أمعنتا في قتل شعبنا وتهجيره وتدمير أرضه ورزقه ومازالتا تعملان على شرذمته بموافقة النظام السوري. إيران بالنسبة لي خط أحمر ولن أطأ الأراضي الإيرانية التي اغتصبت ودمرت وقتلت الشعب السوري، وطهران تحتل كل سوريا ويداها ملطختان بدماء السوريين. • باعتقادك من يقف خلف هذه الاتهامات؟ ــ هذه الاتهامات ظهرت أولا عبر إعلام ما يسمى بالممانعة، وتتنقل عبر قنوات النظام السوري في سوريا وقنوات حزب الله في لبنان، والهدف ليس استهدافي بل استهداف المعارضة السورية بأنها خائنة للوطن، وما حصل مع كمال اللبواني نموذجا. ولنضع إسرائيل وموسكو وإيران في خانة واحدة. لم أستغرب هذه الاتهامات التي تكررت في الآونة الأخيرة، ولكن الغريب أنهم وزعوا نص محاضرة على أني ألقيتها في إسرائيل، وهذا يعني أن الحرب الإعلامية التي ينتهجها النظام وأبواقه في لبنان بدأت تأخذ منحى أكبر وهذا له دلالات خطرة للمرحلة المتقدمة التي يعتمدونها في توزيـع الاتهامات بحق الشعب السوري وبالمعارضة وكل من لا يخضع لهم. • وكيف ستتصرفون حيال هذه الاتهامات؟ ــ هذا الأمر سيكون أمام القضاء، ونطلب منهم حينها إحضار بطاقة السفر التي دخلت بها إلى إسرائيل وصور من المحاضرة والفيديو أيضا، وحينها سيبنى على الشيء مقتضاه. نفيت الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي في حينه، وفوجئت بدائرة الاتهام تتوسع لذلك لا بد من وضع الأمر بيد القضاء ليأخذ مجراه. كنت أتمنى على الشعب السوري والناشطين السياسيين أن لا يتداولوا في هذا الأمر قبل الحصول على الوثائق وكان من الواجب عليهم إبرازها قبل إدانتي بما يؤذي المعارضة لصالح النظام. • لؤي المقداد أصبح بعيدا في الفترة الأخيرة عن الإعلام كما عن الائتلاف السوري، لماذا؟ ــ منذ ثمانية أشهر اتخذت قرار الاستقالة من الائتلاف ومن صفتي كناطق باسم الجيش الحر، بعدما اعتبرت أنني لم أضف شيئا إلى هذا المنصب، طالما أنه مقيد بالالتزام بالبيانات الصادرة عن الائتلاف والتي أتحفظ عليها حتى تاريخ انتخاب خالد خوجة، فلا يمكنني الحديث عن فترة رئاسته التي لم تنتهِ بعد، دائما الحكم على نهج الرؤساء المتعاقبين يكون بعد نهاية ولايته وليس خلالها، وقد كان لي مآخذ كثيرة على كل من الجربا والبحرة اللذين وقعا في الخطأ نفسه وهو فصل الائتلاف عن الثورة الحقيقية. هذا الانفصال كما رأينا أدى إلى الكثير من الاهتزازات لا نريد الدخول فيها الآن. لكني لم أبتعد عن العمل مع الثوار والمعارضة حتى مع الحكومة الجديدة والجيش السوري الحر، وارتأيت أن أقف على مسافة من الائتلاف ولكني مستمر في تقديم كل ما يخدم المرحلة الصعبة التي نمر بها. • باعتقادكم إلى أين يسير الائتلاف السوري؟ ــ يجب أن لا ينتظروا ويترقبوا ما سيحدث، عليهم التحرك دائما باتجاه العالم والشعب السوري وأن يدركوا حقا أن الشعب السوري في خطر ويحتاج لحل. هناك الكثير من النقاط الخلافية بيني وبين قيادة الثورة ونتمى أن تعالج فيما يخدم مصلحة الشعب السوري وكرامته..