انطلقت في السليمانية بإقليم كردستان العراق، أمس، الملتقى السنوي الثالث الذي تنظمه الجامعة الأميركية في المدينة، بحضور عدد كبير من سياسيي الخط الأول في العراق والإقليم، إلى جانب عدد كبير من الخبراء والسفراء الأجانب في العراق. ويبحث الملتقى عددا من القضايا الاستراتيجية المهمة، كالعلاقات بين أربيل وبغداد، والخلاف النفطي بينهما، والحرب ضد تنظيم داعش، إلى جانب مناقشة عملية السلام بين الأكراد والحكومة التركية. وقال برهم صالح، رئيس مجلس أمناء الجامعة الأميركية في السليمانية والنائب الثاني للأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الهدف من الملتقى هو لقاء شخصيات مهمة في المنطقة والعراق وإقليم كردستان، والتحاور حول مستجدات الوضع الإقليمي والعراقي، والبحث عن الحلول، وحضور هذا العدد من القادة هنا مهم جدا وله تبعات كثيرة». وأضاف صالح «نأمل أن يؤثر الملتقى على التقارب بين أربيل وبغداد، وهناك حوارات لكنها ليست سهلة، لأن المشاكل متراكمة وفيها العديد من التحديات، لكن نأمل أن نصل إلى حلول مشتركة مبنية على الدستور ومبنية على ضرورة تكاتف الجهود من أجل محاربة (داعش) واستئصاله، وذلك يتم من خلال إعادة ترتيب الأوضاع السياسية في العراق وتوحيد الجهد الأمني والعسكري لمحاربة التنظيم فكرا واقتصادا وبكل الإمكانيات المتاحة». بدوره، قال رئيس ديوان رئاسة الإقليم، فؤاد حسين، لـ«الشرق الأوسط»: «يجب أن تكون العلاقات بين أربيل وبغداد على أساس الدستور، ويجب أن نكون ملتزمين بالاتفاقيات بيننا، ويجب أن نستمر في الحوارات مع بغداد، وسنصل إلى حل معها». من جانبه، قال هوشيار زيباري، وزير المالية العراقي، في حديث للصحافيين على هامش الملتقى، إن «الحكومة الاتحادية سترسل قسما من مستحقات الإقليم قريبا إلى أربيل، فبحسب الاتفاقية المبرمة بين الجانبين ستطبق كل النقاط الواردة في قانون الموازنة الاتحادية والتي تشمل دفع بغداد لكل مستحقات الإقليم ورواتب الموظفين، وهذا وعد مني، وسنحول هذه المستحقات قريبا». من جهته، قال بزار علي بوسكاني، منسق الملتقى، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا الملتقى عبارة عن مجموعة من الجلسات التي تعقدها الجامعة الأميركية في مدينة السليمانية سنويا، نحاول دائما جمع كل الشخصيات السياسية والمسؤولين الاتحاديين والكرد والأجانب لبحث كل القضايا المهمة، والعالقة في كردستان والمنطقة والعالم». وتابع بوسكاني «الملتقى يستمر لمدة يومين، ويتألف برنامجه من 7 جلسات، تبحث مجموعة من القضايا، منها مشاكل الشرق الأوسط، ومستقبل العراق، والمشكلة بين أربيل وبغداد، وعملية السلام في تركيا، ومشكلة المياه والطاقة، وأوضاع النازحين العراقيين».