تخوف عدد من أهالي الباحة، من انقراض الكثير من الأشجار في المنطقة، بسبب شح الأمطار وقلة المياه الجوفية، والقطع الجائر لها، داعين الجهات المختصة إلى المبادرة بالعمل على توفير الحلول المناسبة لإنقاذ البيئة من هذا التعدي. وفيما يجزم صالح سعيد الغامدي أن أشجار الرقع والبان تكاد تختفي من المنطقة المعروفة بأشجارها النادرة، أكد رئيس المجلس البلدي عضو الجمعية التعاونية الزراعية في الباحة الدكتور صالح عباس أن الغابات بحاجة إلى مزيد من العناية والرعاية وإعادة التقييم والتعرف على الأسباب التي أدت إلى انقراض وتضرر الأشجار وفي مقدمتها أشجار العرعر والزيتون البري. واستنكر منسق جمعية البيئة السعودية في الباحة عبدالله مكني التوسع في فتح الطرق على حساب الغابات، مشيراً إلى أن ما قامت به الجهات الرسمية من حيث توسعة الطرق داخل الغابات على حساب قطع أشجار نادرة يتنافى تماما مع الحفاظ على زرع اﻻشجار والتشجيع على زراعتها والعناية بها المتبع دوليا. وحمل أستاذ اللغة والآداب والباحث البيئي الدكتور أحمد بن سعيد قشاش، الجهات والشركات المنفذة لمشاريع خدمية في منطقة الباحة، مسؤولية القضاء على الأشجار النادرة والنباتات الطبيعية، مستعيدا مشهد اقتلاع احدى الشركات المنفذة لمشروع طريق شدا الأسفل شجرة اللبخ شديدة الندرة، مؤكداً أنه كان يمكن تفادي القضاء عليها بهذه الطريقة الموجعة، خصوصا أنها لم تكن في طريق المشروع بشكل مباشر، وأورد شواهد كثيرة على اتلاف أشجار نادرة في مواقع متعددة منها شجرة الرقعة، مبديا أسفه أن 90 في المئة من الأشجار في الباحة مهدد بالانقراض، ومنها شجر الرقع التي يمتد عمرها عشرات الآلاف من السنين، وأتت عليها معدات إحدى الشركات التي تنفذ احد المشاريع، لتتحول إلى أعجاز خاوية، مقترحا فتح طرق للمشاة بالغابات تلائم البيئة ومستوحاة من طبيعة الأرض من خلال رصف الحجارة. وأشار إلى أن هناك أعمالا ارتجالية وغير مخطط لها تجري في الغابات، حيث توكل للشركات المنفذة لفتح الخطوط والتي لا تراعي سلامة البيئة وتدمر المعالم الجغرافية والنباتية والتكوين الديموغرافي ما يتسبب في تغير مجاري المياه التي كانت تغذي الأشجار، مبينا أن هناك توسعا كبيرا في فتح الطرق الواسعة وتعزيزها بكتل خرسانية جامدة ما أدى إلى تراجع المساحات الخضراء في الغابات وتيبس الكثير منها، مضيفا: لاحظت في جبال الحشر وجبال طلان والجبل الأسود موت أعداد كبيرة من الأشجار بنسب تزيد على 90% بسبب الأمطار الحامضية والجفاف وقلة الرطوبة. واستعرض تاريخ شجرة البان وفوائدها واستخداماتها المتعددة كغذاء ودواء واعلاف واورد معلومات غنية اتسمت بالغزارة من خلال تجربة شخصية له مع هذه الشجرة التي اسماها الشجرة المعجزة، مشيراً إلى أنه رصد الشجرة في مناطق شمال المملكة في أملج والعلا وشمال المدينة وجبل رضوى، مبينا أن له تجاربه العلاجية الخاصة في استخدامها كعلاج لعرق النسا والجروح والحروق وامراض اللثة وخفض نسبة السكري في الدم مؤكدا انها شجرة تقبل عليها الحيوانات كالجمال والأغنام بنهم شديد وانه استخدمها لتسمين اغنامه فاجدت نفعا وكانت افضل من البرسيم. ودعا الجهات المعنية إلى استزراعها في الشوارع والأماكن العامة وتجميل الميادين بها عوضا عن استيراد اشجار من الخارج محذرا اصحاب المزارع من شجرة البزرومي التي نعتها بالشجرة الخبيثة كونها تؤذي بقية الأشجار في المزارع واستشهد بتجربته في مزرعته الشخصية حين تسببت في الضرر لبقية اشجار المزرعة، مطالبا باستبدالها بشجرة البان.