قد لا يشارك «الحوثي» في مؤتمر الأطياف الراغبة في المحافظة على أمن واستقرار اليمن، لكن مجرد عقد مؤتمر يضم أطيافا سياسية يمنية تسعى لحل غير الحل الذي يسعى «الحوثي» لفرضه بقوة السلاح يجعله الحاضر الأول من على مقعده غير المستقر في صنعاء ! هذا المؤتمر المنتظر عقده قريبا في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي سيكون مسمارا آخر في نعش شرعية إجراءات التنظيم الحوثي الانقلابية، وهي الإجراءات التي تقوضت بشكل كبير بخروج الرئيس هادي من صنعاء وعجز المسلحين الحوثيين عن مد هيمنتهم إلى أجزاء جديدة من اليمن ! المؤتمر سيشكل نافذة للشرعية اليمنية لتكريس حضورها أمام المجتمع الدولي، وسيكون عامل ضغط هائل على الانقلابيين الذين راهنوا على فرض الأمر الواقع لإقناع المجتمع الدولي بشرعيتهم كسلطة بديلة بعد أن فشلت جميع خطواتهم لاستنساخ النموذج اللبناني بلعب دور السلطة المهيمنة من خلف الستار بينما تواجه القوى السياسية مسؤولية مطالب الناس المعيشية والخدمية من خلال حكومة صورية تتحمل عبء الحكم دون أن تمارسه ! لغة خطاب الحوثي الحادة وتصرفات ميليشياته الشرسة تعكس حجم الورطة التي يعيشها الحوثيون، أما بث مشاهد الطائرة الإيرانية وهي تنقل الصناديق المغلقة في رابعة النهار فرسالة ضعف ويأس أكثر منها رسالة تهديد وقوة ! عندما سئل مسؤول دبلوماسي سعودي كبير عن موقف المملكة من أحداث اليمن قال إننا نتخذ موقف المراقب فلقمة اليمن أكبر من أن يهضمها الحوثي، وسيلجأ اليمنيون في النهاية لطلب مساعدتنا، وفعلا هاهم اليمنيون يطلبون مساعدة الشقيقة الكبرى !