×
محافظة المنطقة الشرقية

احتفاء في صحف العراق بـ"الانتصارات" ضد تنظيم الدولة

صورة الخبر

اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية بالوضع المؤلم الذي مر به زميلنا الاعلامي محمد الثبيتي حيث تدهورت حالته الصحية بعد تعرضه لخطأ طبي أثناء خضوعه لجراحة استئصال كيس دهني من الفخذ بمستشفى البرج الطبي بالدمام وقد أدى التدهور الى وفاته– يرحمه الله– وتوجيه سموه بتشكيل لجنة لكشف الأسباب والملابسات التي أدت لتدهور الحالة الصحية للزميل الثبيتي وموافاته بتقرير عاجل عن الحالة.. هذا الاهتمام من سموه يعيد الى ذاكرتنا من جديد مسلسل الأخطاء الطبية الذي لا يزال يتكرر للأسف الشديد في كثير من مستشفياتنا الحكومية والأهلية، تلك الأخطاء الفادحة التي يذهب ضحيتها المرضى ممن تسوقهم خطاهم وظروفهم الصحية لاجراء العمليات الجراحية داخل غرف تلك المستشفيات، وهاهو الخطأ يتكرر ويذهب ضحيته الزميل الاعلامي محمد الثبيتي- يرحمه الله– وهذا الخطأ الطبي ليس الأول من نوعه، فهو يتكرر بين حين وحين في العديد من المستشفيات الحكومية والأهلية، ولابد من وضع حدود فاصلة وقاطعة تحد من استمراريته وانتشاره. ثمة أخطاء طبية حدثت وما زالت تحدث سواء فيما يتعلق بعمليات التخدير أو العمليات الجراحية ذاتها بطريقة ملفتة للأنظار، ويبدو أن الحاجة ماسة وضرورية لاعادة النظر في هذه الأخطاء التي تحولت للأسف الشديد الى ظاهرة تتكرر دائما، وما يحدث بعد تلك الأخطاء الطبية أن أهالي المتوفى يستلمون جثة مريضهم من الثلاجة المعدة لحفظ الجثث ويذهبون به الى مثواه الأخير دون معاقبة صارمة للأطباء الذين تسببوا في مثل هذه الأخطاء، والمفروض في حالة وقوع الخطأ الطبي المرتكب من أي مستشفى حكومي أو أهلي أن يطبق العقاب الرادع ضد الطبيب الذي أجرى العملية أو الطاقم الطبي بأكمله، فالاستهانة بأرواح البشر من خلال وقوع تلك الأخطاء أمر لا يمكن السكوت أو التغافل عنه. ولعل ذاكرة المنسوبين في دار اليوم ما زالت تحتفظ بخطأ طبي مماثل لما حدث لزميلنا الثبيتي وقع ضحيته أحد المحررين النشطين بالدار هو الزميل محمد عبدالرحمن– سوداني الجنسية– قبل سنوات، وقد ذهب هو الآخر ضحية خطأ طبي حدث له أثناء عملية التخدير، ومات الرجل دون أن تطال الجهة التي أجرت له العملية أي عقاب يذكر. هذه الأخطاء الطبية تتكرر للأسف الشديد مرارا وتكرارا داخل غرف العمليات بالمستشفيات الحكومية والأهلية دون أن يعاقب مرتكبوها العقاب الرادع، وأظن أن الوقت قد حان كما أرى لمعالجة الوضع معالجة قاطعة وسريعة، فما حدث لزميلنا محمد الثبيتي وما حدث لزميلنا محمد عبدالرحمن ولغيرهما قد يحدث مستقبلا لأي مريض تسوقه خطاه الى أحد تلك المستشفيات التي مازال بعض أطبائها يستهينون بأرواح البشر عبر ما يحدث داخل غرف عملياتها الجراحية من أخطاء طبية. ولست عبر هذه العجالة ألوم وزارة الصحة عن أي تقصير فهي ما زالت تقوم بواجبها حيال مراقبة المستشفيات العامة والخاصة، غير أن الأمر يستدعي محاكمة الأطباء المتورطين في الأخطاء الطبية التي تبدر منهم بين حين وحين، وتلك أخطاء تودي بحياة المرضى بما فيها الأخطاء التي تحدث أثناء عمليات التخدير، فالجهود التي تبذلها الوزارة حيال أشكال المخالفات التي ترتكبها بعض المستشفيات العامة والخاصة تذكر لها فتشكر، غير أن من أهم المخالفات التي يجب على الوزارة الاهتمام بها اهتماما خاصا هي دراسة الأسباب الكامنة وراء الأخطاء الطبية المتكررة التي تودي بأرواح المرضى. انها أخطاء شنيعة وفظيعة يجب وقف استمراريتها عن طريق معاقبة المستشفيات والأطباء الجراحين الذين ما زالوا يرتكبون تلك الأخطاء، فالتلاعب بأرواح البشر من خلال تلك الأخطاء أمر فادح يجب أن لا يمر بسلام، بل لا بد من تشكيل اللجان الخاصة للكشف عن الأسباب والملابسات التي أدت لحدوث تلك الأخطاء كما هو الحال مع التوجيه الذي أمر به سمو أمير المنطقة الشرقية لدراسة تدهور الحالة الصحية للزميل الثبيتي والتي أدت الى وفاته. رحم الله زميلنا الثبيتي رحمة واسعة وألهم ذويه الصبر والسلوان ولا اعتراض على قضاء الله وقدره حينما تكون الوفاة طبيعية، أما أن تكون بسبب أخطاء الجراحين الطبية فهذه مسألة فيها نظر، وليس هناك ما يبرر وقوع الأخطاء الطبية على الاطلاق مهما تذرع أصحابها بها، فالجراح الواثق من نفسه ومن الخطوات العملية الصحيحة والسليمة لاجراء عملياته لا يمكن أن يلجأ لأي تبرير من التبريرات الواهية التي يرددها بعض الجراحين بعد أن يفارق المرضى الحياة بفعل هذا الخطأ أو ذاك. فهل ينتهي مسلسل الأخطاء الطبية الى غير رجعة من مستشفياتنا الحكومية والأهلية؟ أنا أملك طرح السؤال بهذه العفوية والبساطة ولكنني لا أملك الاجابة الشافية عنه.