أكد مدير معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور صالح الغامدي أن المعرض مفتوح أمام جميع فئات المجتمع بكل توجهاتهم الفكرية، مشيراً إلى أن الطبيعي «أن يكون هناك انسجام بين زوار المعرض مع اختلاف وجهات النظر في ما بينهم». وقال إن «القضايا التي عادة ما يختلف حولها في المعرض، تمت مناقشتها بطريقة هادئة، مع الاتفاق الكامل على الثوابت الدينية التي لا ترتبط بفكر معين». وقال الغامدي لـ «الحياة»: «توجد في المعرض جهة رسمية تتمثل في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مهمتها الوعظ والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر داخل المعرض»، لافتاً إلى وجود جهات أمنية احترازية، «تحسباً لأي محتسبين قد يجتمعون خارج المعرض». ولفت إلى أن إدارة المعرض لم تصادر أي عنوان، «لاسيما وأن العناوين كافة مجازة منها». وحول وجود جناح لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أوضح الغامدي أن الجناح وجد في الأعوام السابقة، وأنه لا يعرض إصدارات لعدم وجود إصدارات لرئاسة الهيئة مثل الأجهزة الحكومية الأخرى التي لا تملك إصدارات وتوجد للتعريف بالمؤسسة. وقال إن معرض الرياض الدولي للكتاب استعان بمتطوعين من خارج وزارة الثقافة والإعلام للعمل داخل لجان المعرض لإثراء خبرتهم، مشدداً على أنه تم اختيارهم بعناية. وأوضح أن جائزتي أفضل دار نشر سعودية وأفضل دار نشر أجنبية، اللتين استحدثتا في هذه الدورة، «ما هي إلا تشجيع للمتنافسين والمؤلفين على الاستمرار في إخراج مؤلفات السعوديين»، منوهاً إلى أن تخصيص جائزتين يعني منح دور النشر فرصة «كون بعض الدور السعودية لا تستطيع المنافسة كما هي الحال عند دار نشر أخرى». إلى ذلك، استمر معرض الرياض يستقبل الزوار ويقيم فعالياته في هدوء تام، على عكس ما كان يحدث في الأعوام السابقة، إذ كان الصراع يحتدم، بحسب بعض المثقفين، بين تيارين مختلفين داخل دور النشر، وكل من هذين الطرفين يحاول فرض توجهاته الفكرية. من ناحية أخرى، استهل المجلس الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب أولى جلساته، بقضية «القبيلة بين مساوئ التعصب وفضيلة الانتماء». وشارك فيها الدكتور مرزوق ابن تنباك والدكتور سعد بن عبدالعزيز والدكتور ياسر العتيبي والإعلامي الدكتور عبدالله الجميلي، وأدار النقاش الدكتور عمر. وأكد الدكتور مرزوق ابن تنباك خلال مداخلته أن المجتمع السعودي حالياً يعيش في دولة مدنية، وأن المواطنة حلت محل القبلية، مبيناً أن الشعب كان في الماضي يسمى رعية أما اليوم فهم مواطنون يتطلعون لأن يحكمهم النظام من دون تمييز حتى تذوب روح العصبية القبلية. وقال الدكتور مرزوق إن تحقيق مصطلح المواطنة بمعناه الصحيح يتطلب تحقيق ثلاثة شروط، أولها نظام يساوي في الحقوق والواجبات بين أبناء الوطن، وثانيها نظام يعطي الأولوية في الاختيار في الوظائف والمناصب إلى الكفاءة، وثالثها نظام صارم يجرم الخروج على مبدأ المواطنة. وتوقع الدكتور مرزوق أن تحقيق هذه الشروط سيزيل الحدة بين الثنائيات وسينهي الانتماء لقبيلة أو إقليم ليكون الانتماء للوطن. من جانبه، ثمن الدكتور عبدالله الجميلي رؤية الدكتور مرزوق حول هذه القضية، مؤكداً أن الانتماءات موجودة في التاريخ الإسلامي حتى وصل الأمر إلى التسمية باسم الإقليم فاشتهر البعض بـ«المكي والمدني والأندلسي والمصري والشامي»، داعياً إلى التفريق بين القبيلة والقبلية، فالقبيلة مكون اجتماعي، بينما القبلية صورة من صور التعصب. وأشار الجميلي إلى أن هناك من يتعمد إحياء روح التعصب بين المواطنين مستخدماً القبيلة مطية يركبها لبث الفرقة، سواء كان عبر الفضائيات أم ما يسمى بمزايين الإبل، لافتاً إلى أن بعض القبائل استخدمت القبيلة في خدمة أبنائها وحسب. ودعا الجميلي إلى استثمار مكونات وقيم القبيلة في تعزيز الانتماء الوطني برعاية منظمات حكومية ومدنية بهدف تحقيق الوحدة الوطنية. وفي مداخلته، أوضح الدكتور سعد المطوع أن القبيلة قبل قيام الدولة السعودية كانت تقوم على النفعية، فالقبيلة امتداد نفعي منذ الجاهلية وحتى قبل بناء المملكة، مؤكداً أن النفعية انحصرت بعد إعلان المملكة كدولة موحدة لا تفرق بين هذا ولا ذاك.