تراكمت الاتهامات على المدرسين في الآونة الأخيرة منها الموثق بالصور ومقاطع الفيديو ومنها اللفظي الذي يعتمد على شكوى المجني عليه (الطالب). من المنطق أن تقوم إدارة المدرسة باحتواء مثل هذه المشكلات العرضية وتكثف جهودها لقيادة مثل هذه الأزمات وتحتويها قبل خروجها عن نطاق أسوار المدرسة، لخلق بيئة تعليمية تستطيع من خلالها تحقيق أهدافها التعليمية والتربوية السامية. فإذا كان المعلم يقف أمام الطالب مباشرة لمدة تتجاوز ٤٠ دقيقة متصلة يقوم الطالب خلالها بتسجيل جميع ما يقوم به المعلم في ذهنه حتى في الهيئة الظاهرية، فإن المعلم هو المسؤول الأول عن التعليم بشكل صحيح، والمؤثر الأول في تنمية السلوك الحميد، فعليه أن يتجرد من كل الهموم التي تخنقه خلال فترة الحصة لتبليغ رسالة التعليم، وإعطاء كل طالب نصيبه من التحصيل، وذلك بإحساس المسؤول الأول، بل بإحساس الأبوة الحانية التي تسعى لصلاح ذريتها. بعيدا عن الضرب والعنف، إذا كان المعلم يتلفظ بما لا يليق بالتعليم في أروقة التعليم ويشتم الطالب بألفاظ بذيئه (اللعن والسب) ويوبخه بأسلوب منفر أو تسلطي، فإن ردة الفعل «الطبيعية» ستكون غير مقبولة، منها سيظهر كسلوك سيئ إن كان في المتوسطة أو الثانوية (مرحلتي تكوين الذات الراشدة) أو تترسب العقد النفسية وافتراض مثالية بذاءة الألفاظ النابية عند صغار الابتدائية لأنها صادرة من شخص قدوة، والعكس تماماً صحيح. فلا بد أن يعي المدرس بأن كل ما تم توجيهه إليه من اتهامات هو مردود طبيعي لما بدأ فيه، خاصة أن عقول أبنائنا وبناتنا الطلاب عجينة قابلة للتغيير. لذلك تستطيع معرفة نهج المعلم في أداء رسالته وتحديد هويته من خلال إلقاء نظرة عن كثب لأكبر عدد من الطلاب.