في ظل مرونة أنظمة الإقامة , وجهل بعض المواطنين وعدم تعاونهم , وفي ظل التسهيلات الكبيرة التي يحضى بها المقيمون من بعض الوزارات كالتعليم , والصحة , وغيرها , ومعاملتهم كمواطنين , أصبح الوافدون يبحثون عن إقامة دائمة في البلد , ومطلب كهذا , شكل , وسيشكل , المزيد من الأعباء على البلاد والعباد. لم تكن أماني القادمون إلى بلادنا في مامضى تتعدى الحصول على عقد عمل "نظامي" لمدة معينة يستطيعون من خلاله تكوين أنفسهم "ماديآ" , ومن ثم يعودون إلى بلادهم وأهليهم , لكن الأمر قد اختلف كليآ خلال السنوات العشرون الأخيرة وأصبح الوافدون يبحثون عن "إقامة دائمة" في البلد لهم ولأسرهم , ولكل من "يعز عليهم" في أوطانهم , فنجحوا في جلبهم وتزاوجوا هنا ومازالوا يتكاثرون حتى أصبح معدل نموهم أكثر من السعوديين أنفسهم , ولم يكتفوا بذلك , بل سعوا وبكل ما أوتوا من قوة إلى السيطرة على كل مفاصل الاقتصاد في البلد وهذا ماتحقق لهم أيضآ , فقد سيطروا على جميع أنواع التجارة , بأسماء سعوديون "يقبضون" الملاليم ويسهلون طريق ملايين الريالات إلى جيوبهم , وقد تنبه أعضاء مجلس الشورى أخيرآ إلى ممارسات هؤلاء القوم , وهاهم يطالبون بمكافحة التستر التجاري الذي ينخر في اقتصاد البلد , وقد أكد أحد الأعضاء الاقتصاديون في هذا السياق , أن حوالات العمالة النقدية بلغت 153مليار ريال!!! ..انتهى , هذه فقط المبالغ "المعلومة" عن طريق البنوك , أما "المجهولة" فهي أعظم , فهناك مايسمى "بالصرافة الأهلية" وهذه الطريقة تعتمد على استلام المبالغ من العميل داخل السعودية وصرفها لذويه , أو وضعها في حسابه "خارجيآ" , بدون أن يتم التحويل مباشرة , ولكن الأموال تخرج في مابعد بطرق مختلفة , هذه الألية الغير نظامية ساعدت على تحويل الأموال بأنواعها "النظيفة" و"المشبوهة" التي تكتسب من تجارات من نوع أخر , يمارسها "بعض" الوافدون , كتجارة المخدرات , وتجارة "الجنس" أكرمكم الله , كما أنها تُجمع أيضآ من ممارسات أخرى كجرائم القتل , والسطو المسلح بدافع السرقة , والغش , والتدليس , والنصب , والاحتيال , والابتزاز , إلى أخر تلك الممارسات الذميمة والقبيحة ضمن هذه القائمة "السوداء , وهذه الممارسات تدر الكثير من المال "الحرام" , للأسف لم يقدر "البعض" من أولئك القوم النعمة التي أنعم الله عليهم بها بوجودهم في هذه البلاد الطاهرة , فهم في بلد أكرمه الله فأكرم بكرمه تعالى كل المسلمين , ولكن , إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا , وهذا ماحدث بالضبط , فمع الأنظمة "المرنة" , ووجود كثيرُ من الشعب "المفعم" بالطيبة من "الفزيعة" "بالفيز" وبالكفالة لوجه الله تعالى كما يعتقد البعض , ووجود الكثير من الغير متعاونون مع الجهات المعنية من "المتسترون" على المخالفين , "والمتسترون" تجاريآ , تكدس الملايين من البشر "نظاميين" و "مخالفين" وقد لا أبالغ إن قلت أن أعدادهم قد تتجاوز أعداد السكان المحليين , وهذا أدى بطبيعة الحال إلى الضغط الكبير على البنية التحتية , وابتلاع جميع مادُعم من أجل المواطن , كما أدى إلى اختناق البلد "بشريآ" في مدنه , وحتى في القرى , وفي أماكنه العامة ومتنزهاته , و"مروريآ" بسبب السماح للجميع بالقيادة , فلا ضوابط معينة لقيادة الوافدون , الراشدون منهم , والمراهقون , وهؤلاء غالبآ يستخدمون مركبات قديمة عرقلوا بها الحركة المرورية , ولوثوا بها البيئة بما تنفثه عوادمها , وأتلفوا الطرقات , وحتى عندما أستبشر الناس خيرآ بتحديد الموديلات الغير مرغوب في بقائها من 1992م وأقل بتصريح منسوب للإدارة العامة للمرور , سارعت للأسف الشديد إلى نفيه , ويا ليتها لم تفعل , وكان الخبر صحيحآ , ثم أن هناك ماهو أخطر من كل ماذكرت أعلاه إنه تغيير ديموغرافية البلد , وأيضآ اندثار الكثير من القيم والعادات والتقاليد بسبب "مخالطة" كل الأجناس والأعراق المختلفة , وقد أثر ذلك كثيرآ في الأجيال الحالية وسيؤثر حتمآ في الأجيال القادمة وبشكل أكبر. كل ماحدث وسيحدث مستقبلآ من "مشاكل" "عويصة" في البلد , فسببه "المرونة" في الأنظمة و"الطيبة" الزائدة من المواطنين , فلابد أن يعترف الجميع "بالتقصير" الذي أوصل الحال إلى ماهو عليه الأن من سوء قبل فوات الأوان وأدى إلى تكدس كل هؤلاء الخلق في البلاد , بالإضافة إلى وجود الملايين ممن منحوا إقامة "استثنائية" وعوملوا معاملة خاصة بسبب أحداث تعرضت لها بلدانهم , أو تعرضوا لها هم كشعوب , ولكنهم مع انتهائها بقوا!!! , وسيبقى غيرهم الكثير ممن تمر بلدانهم بظروف استثنائية , والملاحظ دائمآ أن أعداد هؤلاء عند حدوث "أزماتهم" لاتتجاوز عدة الأف ولكنهم يصبحون مع مرور السنوات في خانة الملايين , والمشكلة الأكبر والأطم , والأدهى والأمر , أن أبناء هؤلاء المقيمون "المُكرمون" يطمعون بالحصول على الجنسية السعودية لأنهم فقط من مواليد البلد!!! , وإن استمر الوضع كما هو عليه الأن , سيطالب بها مستقبلآ عشرات الملايين غيرهم في بلد يستضيف أعدادآ كبيرة من البشر هم في الحقيقة "عالة" عليه بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى , إن جميع أجهزة الدولة معنية بالحلول لإن كل ماعرضته أعلاه سيعرض أمن الوطن ومواطنيه للخطر المُحدق , ولايجب أبدآ , أبدآ , أبدآ , السكوت عليه , اللهم هل بلغت , اللهم أشهد. سلطان الميموني al-memone@hotmail.com twitter @almemone3