د. أسامة أبو الرُّب كم مرة حدّثتَ نفسك أن لعبة "البازل" الموجودة على هاتفك الذكي غبية، وأن فكرتها سخيفة لدرجة أنك تخجل من أن يعرف أحد بممارستك لها؟ ولكنك تجد نفسك مرة بعد مرة تلعبها الساعات الطوال، وكأنك مشدود إليها بقوة سحرية شريرة. فما السبب؟ خلال السنوات الماضية تنامى الاهتمام بألعاب الفيديو والحالة التي تشبه الإدمان وتسببها للاعبيها، والتيربمالاحظتها عندما كنت صغيرا مع ألعاب مثل "دوم" و"كوماند أند كونكور تايبيرين سن". وكثيرون انغمسوا في هذه الألعاب لدرجة جعلتهم يقصرون في دراستهم وعملهم، وبشكل أثر على حياتهم الشخصية بشكل سلبي للغاية. ومع ظهور الفيسبوك والأجهزة الذكية، دخل الساحة أنواع جديدة من الألعاب مثل المزرعة السعيدة و"كاندي كراش" وغيرها، والتي تجمع بين اللعب واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لها واكتساب نقاط إضافية. ولكن ما سر ممارستك لهذه اللعبة مرة بعد أخرى حتى مع كونك لها من الكارهين؟ هناك عدة تفسيرات، وأبرزها: في لعبة الفيديو أنت البطل الأوحد الذي سينقذ العالم(أسوشيتد برس) تحفيز مناطقبالدماغ يقول البعض إن ألعاب الفيديو تؤدي إلى تحفيز مناطق معينة في الدماغ بالطريقة الآلية نفسها التي تحفزها بها المخدرات والخمور، ولذلك فإن هذه الألعاب تؤدي عند البعض لحدوث إدمان جسدي. ويقول أصحاب هذا التفسير إن الدليل على ذلك أن الشخص إذا حاول التوقف عن اللعب فإنه يدخل في أعراض تشبه مدمن المخدرات عندما يتوقف عن تعاطي المخدرات، مثل العصبية والاكتئاب. نفسي فقط وفريق آخر يقول إن الإدمان على ألعاب الفيديو نفسي فقط وليس جسديا، ولذلك فصحيح أن الشخص يكون قد تعود على اللعبة ولكن هذا لا يعني أنه مدمن عليها مثل الخمر. دور عظيم وهمي ووفقا للبعض، فإن ألعاب الفيديو والإقبال عليها أبسط من ذلك، وهو ناتج عن العالم الوهمي الذي تقدمه اللعبة للاعب، فهو فيها جنرال يقود جيشا للسيطرة على العالم مثل "ريد أليرت"، أو الشخص المختار من جميع سكان الكوكب ليوقف غزو الفضاء مثل لعبة "سيريس سام". وهذه الأدوار تعطي للشخص هدفا وإثارة لا يوفره العالم الحقيقي الذي هو فيه مجرد شخص من ملايين الأشخاص، يستيقظ ويذهب لعمله ثم يرجع وينام. وأخيرا، أنت قادر على تحديد ما إذا كان إقبالك علىلعبة مبالغا فيه أو شيئا طبيعيا ضمن الترويح عن النفس. أما إذا شعرت أنك فاقد للسيطرة ولا يمكنك الابتعاد عن هذه اللعبة وأنها تأسرك الساعات الطوال، فعليك مراجعة أخصائي نفسي، إذ قد يكون ذلك مؤشرا إلى وجود مشكلة حقيقية بحاجة لمساعدة متخصصة.