أكملت دراستي الجامعية منذ عشر سنوات، واجهت عدة مشكلات مع أم زوجي؛ كونها امرأة مسيطرة، في البداية كانت سبباً في منعي من العمل، وبعد مرور الوقت أقنعتُ زوجي بضرورة عملي للظروف الاجتماعية الصعبة. لم يحالفني التوفيق في إيجاد عمل، وأتساءل إن كنت غير راضية بنصيبي، ورغم مسؤولياتي فأنا دائما أشعر بفراغ وملل، وأن العلم الذي تعلمته لم أستفد منه أو أفد به، مع العلم بأنني حاصلة على دراسات عليا .. أرشدوني مأجورين. أراك تلقين باللوم على أم زوجك وكأنها شماعة تعلقين عليها إخفاقك في موضوع العمل، فبدلاً من إلقاء المسؤولية كاملة عليها كان ينبغي عليك أن تجتهدي في البحث عن فرصة عمل تطبقين فيها ما درسته، وتشعرين نفسك بالأهمية، وقضاء أوقات الفراغ، لكن استسلمت لرفض الحماة ثم بعد ذلك عندما مضت بك الأيام في رعاية الأطفال وتنشئتهم، وعندما أوشكت المهمة على الانتهاء وشعرت بالفراغ لم تجدي إلا حماتك لتعلقي عليها ضياع الفرص؛ بدليل أنك عندما عرضت على زوجك البحث عن فرص عمل لم يعترض ولم يمانع، بل تركك تجربين، وكانت النتيجة أنك لم توفقي. فيا أختاه لا تندمي على ما فاتك فعسى أن تكرهي شيئا ويجعل الله لك فيه خيراً كثيراً. فأنت الآن أم لأطفال يحسدنك عليهم كثيرات، فرغي طاقتك في تربيتهم واهتمامك بهم؛ فهم في أشد الحاجة إليك والاحتياج إلى وجودك, وحاولي قبل كل شيء أن تكوني قريبة من ربك فصاحبي المصحف واقرئي فيه كثيراً حتى تقضي على الفراغ الذي تعيشينه، واستثمري أوقاتك في طاعة الله ومحبته.