عزز الخطاب الذي ألقاه زعيم «ليكود»، رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو أمام الكونغرس الثلثاء الماضي، شعبية الحزب في استطلاعات الرأي التي نشرت أمس بمقعد الى مقعدين، لكنه لم يعزز قوة معسكر اليمين - المتدينين الذي فقد مقعدين في الاستطلاعين. وبحسب استطلاعي القناتين العاشرة والثانية للتلفزيون الإسرائيلي، فإنه لو أُجريت الانتخابات اليوم لحصل «ليكود» على 23 مقعداً في مقابل 24 لـ «المعسكر الصهيوني» الوسطي. وارتفعت نسبة الذين يرون في نتانياهو الزعيم الأنسب لرئاسة الحكومة (44 في المئة) في مقابل 35 في المئة لزعيم «المعسكر الصهيوني» اسحق هرتسوغ. وقال 44 في المئة من المستطلعين أن خطاب نتانياهو عزز احترامهم له، بينما قال 43 في المئة إنهم لم يتأثروا من الخطاب. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن أوساط في «ليكود» خيبة أملها من عدم تحليق الحزب بشكل كبير في الاستطلاعين، فيما رأت أوساط في «المعسكر الصهيوني» أن «ليكود» بلغ الأوج، وتوقعت أن يعود ويهبط في الأيام الـ11 المتبقية على الانتخابات العامة في 17 الجاري. وطبقاً للاستطلاعين، تحصل «القائمة (العربية) المشتركة» على 13 مقعداً، يليها «يش عتيد» الوسطي (12)، و»البيت اليهودي» اليميني المتطرف (11-12). ويحصل الحزب الجديد «كلنا» برئاسة الوزير السابق المنسلخ عن ليكود» موشيه محلون على ثمانية مقاعد. ويحصل الحزبان الدينيان المتزمتان «شاس» و»يهدوت هتوراه» معاً على 12-13 مقعداً، ويحصل كل من الحزب اليساري «ميرتس» وحزب «إسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف بزعامة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، على 5-6 مقاعد، ويتراجع الحزب الأكثر تطرفاً «ياحد» بزعامة الوزير السابق ايلي يشاي إلى أربعة مقاعد. وتعني هذه الأرقام تقدم معسكر «اليمين – المتدينين» على «معسكر الوسط – اليسار- العرب» بـ3-4 مقاعد، لكنه لا يحصل على غالبية مطلقة (61 مقعداً على الأقل) طالما لم يحسم كحلون موقفه، وإن كان يميل إلى حكومة بزعامة نتانياهو كون قاعدته الانتخابية يمينية بغالبيتها. في المقابل، تشير هذه الأرقام إلى شبه استحالة أن يترأس هرتسوغ الحكومة المقبلة، خصوصاً أن حزب «يش عتيد» المحسوب على معسكر الوسط، لن يتردد في العودة إلى حكومة بزعامة نتانياهو، فضلاً عن أن القائمة العربية أعلنت أنها لن تدخل أي ائتلاف حكومي طالما بقي الاحتلال للأراضي الفلسطينية عام 1967، فيما يتهرب هرتسوغ من إعلان موافقته على الاعتماد على مقاعد القائمة العربية حتى تكون «جسماً مانعاً». وتعزز هذه الأرقام الاعتقاد بأن نتانياهو سيفضل تشكيل حكومة «وحدة وطنية» يكون «ليكود» و»المعسكر الصهيوني» ركيزتيها الأساسيتين، على الاعتماد على أحزاب صغيرة ستطالبه بأثمان ائتلافية باهظة. وكان زعيم «البيت اليهودي» الوزير نفتالي بينيت الذي أعلن دعمه حكومة برئاسة نتانياهو، كرر أمس اتهامه لـ»ليكود» بأنه سيفضل «المعسكر الصهيوني» على حزبه، معتمداً في ذلك على تلميحات بذلك من وزير الدفاع القطب في «ليكود» موشيه يعالون. وسارع «ليكود» إلى نفي هذا الاحتمال بداعي الفوارق الأيديولوجية بين الحزبين، وقال في بيان إن نتانياهو سيفضل «شركاءه الطبيعيين» من اليمين، وعلى رأسهم «البيت اليهودي» والمتدينين، «لكن من أجل تحقيق ذلك، نحن بحاجة إلى ليكود قوي يمكنه منع إقامة حكومة يسار».