تشهد المدينة المنورة مساء اليوم، وصول أولى قوافل الحجاج «المتعجلين»، بعد أدائهم مناسك الحج ومغادرتهم مكة المكرمة، ومن المتوقع أن تصل طلائع الحجاج قبل غروب شمس اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة عبر طريق الهجرة (الرابط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة) حيث اعتاد أهالي طيبة الطيبة على انتظار الحجاج قبل دخولهم إلى المدينة المنورة. كما سيشهد اليوم، عودة عدد كبير من العاملين في خدمة ضيوف الرحمن في المدينة المنورة، وذلك بعد فترة من الراحة لم تتجاوز الأربعة أيام، ويتقدمهم موظفي فرع وزارة الحج والمؤسسة الأهلية للأدلاء العاملين في مركز استقبال «الهجرة»، في الوقت الذي يشهد يوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة عودة جميع العاملين في خدمة ضيوف الرحمن، بالإضافة إلى مباشرة الجهات المشاركة في أعمال الحج عمل موسم ما بعد الحج حيث يبلغ عدد العاملين في الحج نحو 20 ألف موظف يمثلون 10 جهات حكومية وأهلية في المدينة المنورة، في حين الجهات الحكومية في المدينة المنورة أعلنت استعدادها لاستقبال الحجاج، وكثفت درجة المراقبة على المشاريع والمنشآت التجارية والخدمية والتأكد من شروط السلامة، والاشتراطات الصحية فيها. ومن المتوقع أن تبدأ المدينة المنورة في توديع ضيوف الرحمن عبر مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي غدا الجمعة وتستمر رحلات المغادرة لمدة 31 يوما وذلك حتى انتهاء موسم الحج في منتصف شهر محرم المقبل. وتعتبر المدينة المنورة المحطة الأولى لما يمثل 60 في المائة من الحجاج، بينما تعتبر المحطة الثانية لبقية الحجاج عند المغادرة. وأوضح رئيس المؤسسة الأهلية للأدلاء الدكتور يوسف حوالة، أن كثيرا من الحجاج يحرصون على تمضية بقية أيامهم في المدينة المنورة، في حين أن بعض الحجاج قد زاروها مسبقا قبل أداء فريضة الحج، وهذا أسهم في تنظيم البرامج بالتنسيق مع جميع الجهات المشاركة في أعمال الحج، الأمر الذي ينعكس على التسهيل في رحلات المغادرة في جميع المنافذ، في الوقت الذي أعلنت فيه الإدارة العامة للدفاع المدني في المدينة المنورة استمرار دوريات الإشراف الوقائي والتفتيش لمساكن الحجاج، وجميع المنشآت التجارية والخدمية التي يرتادونها أثناء وجودهم بالمدينة المنورة، للتأكد من توافر شروط السلامة بها، وكانت الفرق الميدانية قد بدأت منذ وقت مبكر ورصدت جميع المخالفات لأنظمة السلامة من خلال لجان المتابعة ووحدات السلامة في جميع مراكز الدفاع المدني بالمدينة. ويحرص ضيوف الرحمن على زيارة عدد من الأماكن التاريخية في المدينة المنورة، التي يأتي في مقدمتها مسجد قباء، أول مسجد بني في الإسلام، حيث خطة الرسول، صلى الله عليه وسلم، بيده الشريفة عندما وصل المدينة مهاجرا من مكة وشارك في وضع أحجاره الأولى ثم أكمله الصحابة. كما لا يمكن إغفال زيارة بقيع الغرقد، وهو المقبرة الرئيسية لأهل المدينة المنورة منذ عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، ومن أقرب الأماكن التاريخية إلى المسجد النبوي الشريف؛ حيث تبلغ مساحته الحالية 180 ألف متر مربع، كما يحرص ضيوف الرحمن على زيارة المعالم الأثرية التي تذكر ببعض أحداث السيرة النبوية في المدينة المنورة، ومنها: مسجد الجمعة، الواقع على يمين القادم من مسجد قباء، ثم مسجد القبلتين، وشراء الهدايا التذكارية مثل السجاد والسبح لإهدائها لأهلهم وذويهم. يشار إلى أن مدير إدارة المرور بمنطقة المدينة المنورة العقيد محمد الشنمبري يشرف على الخطة المرورية، بهدف ضمان وتحقيق انسيابية في الحركة المرورية للزوار والمصلين، وينفذها 900 ضابط وفرد من رجال المرور على جميع الطرقات المؤدية إلى المنطقة المركزية ومساكن الحجاج، مع الحرص على توفر المساحة المرورية اللازمة لحركة المركبات والمشاة، إضافة إلى أكثر من 500 دراجة و250 دورية مرورية وسيكون تمركز رجال المرور على مداخل الأنفاق وعلى جنبات الشوارع الرئيسة، وهناك أربع فرق حوادث مرورية لمباشرة أي حادث يطرأ بهدف منع أي اختناق، كما تم زيادة عدد أفراد غرفة العمليات المسؤولة عن تلقي البلاغات لضمان سرعة الاستجابة لأي بلاغ. وسيكون وقوف الحافلات في المنطقة المركزية للتنزيل والتحميل فقط، كما سيتواجد رجال المرور في مواقع المزارات والطرق المؤدية لها كمسجد القبلتين ومنطقة سيد الشهداء والعديد من المواقع التي من المتوقع أن تشهد زيارات مكثفة. فيما أكد العديد من زوار الداخل عدم وجود خطة مرورية واضحة والدليل التكدس الكبير لعدد السيارات والاختناقات المرورية في المنطقة المركزية خلال إجازة عيد الأضحي المبارك. أحمد القبلي من سكان المدينة المنورة طالب بزيادة عدد رجال المرور لتنظيم حركة السير خاصة في المنطقة المركزية وتجنب الربكة والأزمة المرورية خلال عيد الأضحي المبارك، مبينا أن ينتظر دخول آلاف الحافلات بشكل يومي إلى المنطقة المركزية ويجب أن تكون هناك خطة محكمة من قبل إدارة المرور لتنظيم حركة السير حتى لا تتكرر الاختناقات المرورية خاصة أن مركزية المدينة تعد الشريان الرئيسي وقلب المدينة النابض.