×
محافظة المدينة المنورة

لجنه للقضاء على التلاعب بالأسعار وتوفير المياه المطلوبه

صورة الخبر

الحفاوة التي حظي بها القنصل السعودي في اليمن الأستاذ عبد الله الخالدي، والذي تحرر من أيدي خاطفيه بتلك الجهود المباركة من الاستخبارات السعودية، والاستقبال الرسمي الذي تمثل في سمو ولي ولي العهد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، وسمو نائب وزير الخارجية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، وسمو وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، والذين كانوا معا على رأس مستقبلي القنصل المحرر في أرض المطار، ثم تتويج هذه الحفاوة باستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- للقنصل الخالدي ومنحه وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة. هذه الحفاوة وعلى هذا المستوى الرفيع تكشف بكل جلاء تقدير القيادة بكافة مستوياتها لأبنائها ومواطنيها، وحينما تأتي تتويجا لتلك الجهود التي بُذلت على مدى ما يقارب ثلاثة أعوام من أجل إعادة الحرية للأستاذ الخالدي، والنجاح المشهود للجهات المختصة في تخليصه من أيدي خاطفيه، دون السماح باستخدامه للمساومة، فإنها تعكس مدى الرصانة التي تتمتع بها قيادة هذا الوطن، في عدم السماح لمثل هذه الأساليب الرخيصة والدنيئة باختطاف حرية أي من أبنائها فيما لو تمت الاستجابة لمطالب الخاطفين، مما قد يفتح شهية أولئك المجرمين للتعرض لحياة الأبرياء من المواطنين لاستخدامهم كرهائن بهدف الابتزاز، وهذا ما لا يقدر عليه سوى الواثقين من قدرتهم على التصدي لأي عبث، وبنفس الوقت من يثق بالله ثم بقدرته على تجنب مثل هذه المواقف بأقل الخسائر. لم تتراخ المملكة أو تهمل ملف القنصل الخالدي طيلة هذا الوقت، حيث كانت تبذل كل الجهد المتاح للحفاظ على سلامته، والعمل على إعادته لوطنه وإلى أهله وذويه سالما معافى، لكنها في نفس الوقت لم تحنِ قامتها للابتزاز، لتفتح الباب لأولئك الحاقدين للتربص بأبنائها، أو محاولة استلاب حريتهم لدوافع متعددة، وإنما ظلت تعمل مع كل الأطراف بهدوء إلى أن تمكنت من تحريره من الاختطاف، وإعادته إلى ثرى الوطن، ليجد القيادة كلها وفي أعلى مستوياتها في استقباله، ويجد كل أنواع التكريم ماديا ومعنويا كتعبير عن قيمة المواطن- أي مواطن- في ضمير ووجدان حكومته، وما هذا الاستقبال وهذا التكريم الرائع إلا تعبير عن تلك القيمة التي توليها القيادة لأبنائها، ولو حدث- لا قدر الله- أن استجابت المملكة لمطالب الخاطفين، كما يحدث من بعض الحكومات- وهو ما نثق بأنه لا يُمكن أن يحدث على الإطلاق عطفا على مواقف المملكة من مثل هذه الارتكابات- فإن النتيجة هي أن يصبح المواطن السعودي عرضة لمثل هذه الحوادث، وهذا هو التثمين الحقيقي لقيمة المواطن، وأنه خارج نطاق المساومة أيا كانت، وهو أيضا الوجه الآخر لصورة الاحتضان التي تجلت في ذلك الاستقبال والتكريم الذي حظي به القنصل المحرر. إن قيمة المواطنة لا تتأتى من خلال المسارعة بافتدائه بالأموال، فهذه أرخص قيمة يمكن أن تبذل، وإنما تكمن قيمته الحقيقية في رفع قدره بين أمم الأرض، وتقديمه على أنه عصيّ على الابتزاز، مما يوصد الباب تماما أمام كل أولئك الخارجين عن القوانين والأعراف والشرائع، ويقطع الطريق أمامهم ويردعهم عن التعرض لهم، أو استخدامهم كوسيلة للي الذراع، وهو ما أنجزته حكومة هذا الوطن من خلال قضية الخالدي، والتي استطاعت أن تحرره بجهودها وبصبرها المحسوب الذي يعي ويقدر عواقب الرضوخ لمطالب الخاطفين، وهو أيضا الموقف الذي لا شك بأنه سيشكل أكبر صفعة لأولئك المتربصين، ويجعلهم يفكرون ألف مرة قبل أن يُقدموا على مغامرة من هذا النوع، كما يوفر أقصى درجات الحماية لأمن المواطن وحماية حريته في كل مكان من العالم، دون الخوف من الوقوع في قبضة أولئك المتربصين.