تشير استطلاعات رأي جديدة في فرنسا إلى أن حزب الجبهة الوطنية (أقصى اليمين) سيحرز المرتبة الأولى في الانتخابات الإقليمية التي ستجري هذا الشهر بحصوله على ثلث أصوات الناخبين. وأظهرت الاستطلاعات أن ثلث من استطلعت آراؤهم سيصوتون للجبهة مقابل 19% قالوا إنهم يعتزمون التصويت للحزب الاشتراكي الحاكم. ويخيف صعود حزب الجبهة هذاالساسة الفرنسيين، ويخيف المهاجرين ولا سيما العرب والمسلمين، بالنظر إلى برنامجه الذي يقوم على سياسة متشددة في الهجرة وحتى تجاه الاتحاد الأوروبي. وتقول رئيسة الحزب مارين لوبين إن مرشحيه سيكونون أسياد الانتخابات، وإن حزبها يمكن أن يشكل ثقلا حقيقيا ويؤثر بقوة في السياسات المتبعة في كل إقليم. ويقول مدير الدراسات في مؤسسة إيبسوس لسبر الآراء ستيفان ستيغ إن العوامل التي ساعدت على هذا الصعود لحزب الجبهة الوطنيةهي الأزمة بالبلاد ومشاعر الخوف التي تجتاح الفرنسيين، "لقد أصبح الفرنسيون يخافون أكثر فأكثر. الخوف من الآخر.. من البطالة.. من الأزمة، الخوف من أوروبا أيضا. ففي مثل هذه الظروف الصعبةيفضل قطاع من الناخبين الحلول القصوى. ثم إن بعض الناخبين في مثل هذه الظروف يقولون لماذا لا نمنح فرصة لصوت ثالث هو اليمين المتطرف". ويضيف ستيغ أنه ورغم محدودية الأهمية السياسية لهذه الانتخابات الإقليمية، فإنها تنقل صورة عن المزاج الفرنسي العام. وتساءل إذا كان هذا الأمر الذي يثير قلقا لدى المهاجرين الذين ساءت أوضاعهم في عهد حكم اليسار، فكيف إذا حكم اليمين المتطرف؟ ويقول المراقبون إنه علاوة على أن هذا الصعود لحزب الجبهة الوطنية يكسبها أفضلية انتخابية، فإن الأسوأ فيه هو أنه يدفع الأحزاب المعتدلة إلى الجنوح إلى اليمين، طالما أن ذلك هو ما يطلبه الناخبون.