×
محافظة المنطقة الشرقية

الموافقة على منح «الملازم القضائي» فرق الراتب بين وظيفته السابقة والحالية

صورة الخبر

ظهر مع احتلال العراق من قِبَل قوات التحالف الدولية عام 2003م توجّه شبه منظّم لتدمير الذاكرة التاريخية للعراق، من خلال استباحة مقرات كل المتاحف الوطنية في بغداد، وقيام العوام من الناس بالعبث بكثير من المقتنيات واللقى الأثرية، التي جرى الكشف عنها عبر دراسات وحفريات أثرية جادة طوال قرنين من الزمان، وكل ذلك حدث بمرأى ومسمع من قيادة التحالف الدولي، الذين لم يحركوا ساكنا من أجل المحافظة على التاريخ بوصفه منتجا إنسانيا قبل كل شيء. ثم أريد أن يتكرر الأمر مع أحداث الربيع العربي بمصر عام 2011م، حيث ظهر توجُّه مخطّط لتدمير المتحف المصري، وكلنا يذكر المخرج السينمائي خالد يوسف الذي تواجد في الوقت المناسب واللحظة الصحيحة، ليُحذِّر ويُعلن للملأ شيئا من ذلك المخطّط عبر القنوات الفضائية، ويستصرخ المصريين للدفاع عن إرثهم الحضاري، وكان بفضل جهده ذاك أن نجا المتحف المصري المطل على ميدان التحرير من أعمال التدمير والعبث الذي كان ينتظره أسوة بما حدث في بغداد قبل ذلك. على أن معهد المخطوطات العربي لم ينج بدوره من بعض التدمير والعبث، حيث تعرض لحادث حريق مفتعل بيد مجهول. وإذا كانت مصر قد نجت، فإن الشام المكتنز بروائع التراث المعماري، الذي يبتدأ منذ ما قبل الألف الثالث قبل الميلاد، مرورا بكل ألوان التراث المعماري الفريد في بنائه وجمالياته، المنتمي لحقب تاريخية متنوعة، وصولا إلى الحقبة الإسلامية الغنية بمواقعها المعمارية ولقاها الأثرية، قد تدمر بشكل يكاد يكون كليا، إلا ما بقي هنا أو هناك، وباتت الأرض مقفرة من كل أثر تراثي حضاري خالد، وكأنها لم تكن في يوم من الأيام شيئا مذكورا. أمام ما يجري من مخطط ممنهج لتدمير كل ما يمت إلى ذاكرتنا التاريخية، التي تشكل أحد أساسات ومرتكزات هويتنا الإنسانية الحضارية، يبرز تساؤل مهم مفاده: من المستفيد من ذلك؟ في تصوري أن داعش ومثيلاتها قديما وحديثا ومستقبلا، ليسوا سوى أداة طيّعة في يد قوى الكيان الصهيوني، المسيطر كليا على بنية القرار السياسي والاقتصادي في الغرب المتقدم، وبالتالي فبحكم انتفاء وجود أي تراث أثري وحضاري قائم حتى الآن يعود للكيان اليهودي في المنطقة، فإن من مصلحتهم تفريغ الساحة من أي مكوّن حضاري لا يمت إليهم بصلة، رغبة منهم في إعادة تكريس الصورة البربرية القائمة في توراتهم على جميع شعوب الأرض من غير جنسهم. فهل من عاقل فيفيق؟! zash113@gmail.com