×
محافظة مكة المكرمة

أمانة جدة تعاقب مقاول جسر فلسطين لإخلاله بالجدول الزمني

صورة الخبر

انا افرح بالهدية سواء خف وزنها وغلا ثمنها، أو حتى العكس، مقتدياً بسيد الخلق الذي قبل الهدية، فكيف إذا هي قد وصلتني من الصديق المثقف الأمير (فيصل بن عبد الله بن محمد) رئيس مجلس إدارة (مؤسسة لنا الثقافية)؟!، وكانت موضوعة في كيس محكم وثقيل الوزن، وعندما فضضته مسروراً، وإذا بهما مجلدان ضخمان عن فنون الخط العربي التي هي عندي اغلى من اي ثمن، وبعد شيء من (المعافره) استطعت أن اخرجهما، غير أنهما ومن (رفالتي) انزلقا من يدي ولم يقعا إلا على قدمي الحافية، وخلت أن عظامي وقتها قد تكسرت، ولا زلت حتى هذه اللحظة التي اكتب فيها هذه الكلمات وانا اعرج من شدة الألم، ولكن في سبيل الثقافة تهون كل الآلام، وما كان مني الا ان ازنهما ووجدت انهما يناهزان العشرة كيلو، فحمدت ربي أنهما لم يقعا على رأسي. وللحقيقة انني استمتعت بما يحويانه من فن وابداع وتاريخ ايما استمتاع، وفي احد المجلدين قرأت في مقدمته هذا (اللغز) او الفزورة التي جاء فيها: ليس هو من خشب ولا قصب، ولا له رأس ولا ذنب، هو يكتب على الدوام في قلوب البشر كلهم اصناف العلوم، وكأن له في كل قلب رأس ولا رأس له فما هو؟! انتهى الواقع ان خيالي (التعبان) ذهب بي الى شيء بعيد جداً، غير انني اطمأننت عندما عرفت انه (القلم)، الذي حدث به (يونس بن عبد الأعلى)، عن رسول الله الكريم أنه قال: إن أول ما خلق الله القلم، فقال له اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن. وقال (عبيد الله العنبري): ما قرأت كتاباً بليغاً الا وأعشب فؤادي سروراً، ولا رأيت خطاً حسناً الا وامتلأت عيني قروراً - انتهى ولا أعلم ما هو (القرور) الذي قصده، ولكنني اتوقع انه انطباع طيب، ومن حسن حظه ان عينه لم تقع على خطي، فساعتها لن تمتلئ قروراً، ولكنها سوف تمتلئ نفوراً. من وجهة نظري أن الكتابه العربية تختلف عن جميع لغات العالم، وإذا كانت كتابة احرف تلك اللغات تكتب وكأنها تمشي، فكتابة احرف اللغة العربية تكتب وكأنها ترقص. وعلى ذكر اسم الخط الحسن فقد سئل (عبد الله بن الزنجي) ماذا تقول في خط (ابن مقلة؟) فقال ذاك نبي، فيه افرغ الخط في يده كما اوحي إلى النحل في تسديس بيوته انتهى (ابن مقلة) هذا، كان من ابرع الخطاطين في زمانه، وشاهدت في احد المجلدين خطا جميلا له، جاء فيما جاء فيه: زعم (سابور) الملك، أنه ليس ينبغي للعاقل أن يعتد بقول سبعة من الناس: بقول السكران، والدلال، والمضحك، والعليل، والعراف، والنمام، والنساء انتهى من هنا بدأ اعتراضي العنيف على (ابن مقلة)، فقد أوافقه على الستة الأوائل المزعجين، اما (النساء) فيا عيني عليهن ودونهن من جانبي (خرط القتاد)، لأنني أعتد بقولهن جملة وتفصيلا، حتى وانا (مغمض) وتحديداً إذا كن من (الفاتنات الخجولات) واختم بهذا الوصف الذي يكتب بماء الذهب كأن بنحرها والجيد منها إذا راقت عيون الناظرينا مداداً لاقه قلـم لطـيف فصاغ به لطوق النحر نونا يا خرابي نقلا عن عكاظ