في المقالين السابقين أشرت إلى أن مكة المكرمة تعيش في وجدان كل مسلم، وتعيش في وجدان وضمير كل سعودي كونها قبلة المسلمين وملتقى أفئدتهم؛ لأن الإنسان السعودي عاش في ظل الحرمين الشريفين منذ مئات السنين قرب مناسكها وخيراتها. اكتسبت الجزيرة العربية في تاريخها القديم والحديث أهميتها من الحرمين الشريفين ومكة المكرمة ارتبطت بمناسك الحج، لذا تطوعت العديد من مناطق المملكة بل جميعها لخدمة بيت الله وربطت اقتصادها وحياتها الاجتماعية بحركة حجاج بيت الله براً وبحراً منذ زمن القوافل التجارية التي تمر بالمناطق عبر طرق الحج والتجارة التي ربطت العالم الإسلامي بالمدينتين المقدستين، لكن الإجراءات الجديدة التي سنت مؤخراً اقتصر الريع الاقتصادي على مؤسسات الحج والطوافة في الداخل والخارج، وتم إغفال حجاج الداخل ممن هم خارج دائرة تلك المؤسسات، حتى أن بعض التشريعات والتنظيمات في الداخل لم تشملهم، وأنا هنا أتوجه إلى أمير الحج الأمير خالد الفيصل بصفته أميراً لمكة المكرمة والمعني بمعالجة الحجاج قبل وبعد الحج.