فيما عقدت مساء أمس جلسة الحوار السابعة بين تيار المستقبل وحزب الله، بمقر البرلمان اللبناني في عين التينة، دعت شخصيات لبنانية إلى التعمق أكثر في مواضيع الحوار، بحيث يتناول القضايا السياسية الملحة التي تشغل بال المواطن العادي، في مقدمها الأزمة داخل مجلس الوزراء وتعطيل اجتماعاته. ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يقوم برعاية الحوار، الجانبين إلى التعمق أكثر في القضايا المصيرية، مشيرا إلى أنه أصبح من الملح فتح الملفات السياسية، في مقدمها ملف الرئاسة، وذلك لإيصال رسالة أن أيا من هذين الطرفين لا يتحمل مسؤولية التأخير في انتخاب الرئيس وأن المشكلة في مكان آخر. وعلى صعيد الأزمة الحكومية واستمرار تعليق جلسات مجلس الوزراء، توقع بري أن ينعقد المجلس أواخر الأسبوع الجاري، وقال "بالنسبة لي شخصيا أفضّل الاحتكام إلى الدستور الذي ينص على التوافق أولا في اتخاذ القرارات، وإذا تعذر نذهب إلى التصويت، ومن لا تعجبه النتيجة بإمكانه أن يعترض أو ينسحب". ونقلت مصادر إعلامية عن شخصيات قريبة من التحضيرات التي سبقت جلسة الحوار أن الجلسة ناقشت الأزمة الحكومية الناجمة عن الدعوة إلى تغيير آلية العمل في الحكومة، لإحياء نشاطها على خلفية البحث في الحاجة إلى مقاربة الاستحقاق الرئاسي الذي بإنجازه ينتهي النقاش الدائر حول هذه الآلية، وتنتهي في الوقت نفسه مرحلة الجمود في المجلس النيابي. وأضافت المصادر أن الحوار تم بين الجانبين في أجواء إيجابية، وأنهما اتفقا على ضرورة توفير الدعم السياسي لحكومة الرئيس تمام سلام حتى تؤدي عملها بالشكل المطلوب، وذلك لتجنيب لبنان مخاطر الشغور الحكومي، بعد الشغور في منصب الرئاسة، الذي ما زالت البلاد تعاني منه. وأضافت المصادر أن الجانبين اتفقا كذلك على ضرورة تقديم كل الدعم المطلوب للجيش وسائر القوى الأمنية، لمساعدتها في حفظ حدود البلاد، في ظل التطورات الأمنية والعسكرية في الجرود الشرقية من رأس بعلبك إلى عرسال، لمواجهة المجموعات المسلحة، وأن الطرفين توافقا على الأمر من حيث المبدأ، على أن يتم بحث التفاصيل في وقت لاحق. في سياق أمني، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي بقاءه بالقرب من الحدود بين البلدين، حيث قام أمس بتسيير دوريات عسكرية بمحاذاة خط التماس بين مزارع شبعا المحتلة والمناطق المحررة جنوب شرقي لبنان. وأشارت التقارير الأمنية إلى أن تلك الدوريات جابت المناطق المحاذية للسياج التقني ما بين منطقة الوزاني وتلة فشكول، مرورا بالغجر والعباسية ما دفع الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية المعززة "اليونيفيل" إلى مراقبة تلك التحركات الإسرائيلية في الجهة المقابلة عن كثب تحسبا لأي طارئ. وكان جنود من الدوريات الإسرائيلية المعادية تفقدوا السياج الشائك وأجهزة المراقبة المثبتة عليه وترافق ذلك مع تحليق للطيران المروحي الإسرائيلي فوق المزارع المحتلة وخطوط تماسها مع المناطق اللبنانية المحررة.