تواجه الاشجار في منطقة الباحة شبح الانقراض من جهة ومن الجهة الاخرى شبح ازالتها واقتلاعها من قبل شركات تنفيذ الخدمات من جهل بعدم اهميتها، رغم ندرتها.. وهذا ما جعل عدد من المهتمين والغيورين على الغطاء النباتي بالمنطقة يتداعون لتدارك هذا الخطر الزاحف بقسوة. الى ذلك انتقد الاكاديمي بجامعة الباحة الدكتور احمد بن سعيد قشاش عدم حرص الجهات التي تنفذ المشاريع الخدمية على المحافظة على الاشجار والنباتات الطبيعية المهددة بالانقراض .. مستشهدا بإقدام احدى الشركات المنفذة لمشروع طريق شدا الاسفل على شجرة شديدة الندرة هي شجرة اللبخ , التي تعاني ندرة شديدة وبدا شديد التأثر وهو يؤكد أنه كان يمكن تفادي القضاء عليها بهذه الطريقة الموجعة خصوصا , وانها لم تكن في طريق المشروع بشكل مباشر. كما اورد شواهد اخرى للقضاء على اشجار اخرى في مواقع متعددة , حيث عرض صورتين عبر شاشة العرض لشجرة رقع , عمرها عشرات الالاف من السنين , في فترتين متباعدتين الاولى وهي قائمة بجذورها العظيمة وجذعها الضخم وظلالها الكثيف. والاخرى بعد ان أتت عليها احدى الشركات التي تنفذ احد المشاريع واردتها على الارض لتتحول اعجازا خاوية. جاء ذلك خلال المحاضرة التي القاها قشاش ضمن فعاليات الملتقى التنموي بمركز النشاط الاجتماعي بقرية قدران التابع للجنة التنمية الاجتماعية الاهلية بالمخواة. وقد تحدث من خلالها عن شجرة البان وفوئدها واستخداماتها المتعددة كغذاء ودواء واعلاف واورد معلومات غنية اتسمت بالغزارة وكانت مغلفة بتجربة شخصية له مع هذه الشجرة التي اسماها الشجرة المعجزة مؤكدا ان هذا هو احد الاسماء التي تطلق عليها عالميا اضافة الى اسماء اخرى مثل شجرة المستقبل والشجرة الخالدة. واستعرض الدكتور قشاش من خلال اللقاء تجربته الشخصية مع هذه الشجرة حيث قدر له ان يتحول باحثا فيها وفي استخداماتها المتنوعة ورحيله الى مناطق شمال المملكة نواحي املج والعلا وجبل وشمال المدينة وجبل رضوى , ورصد مع كبار السن واهالي تلك المناطق تجاربهم وما قالوه عن فوائدها المتعددة ثم عزز تلك المعلومات التي سمعها بالتجارب الشخصية بعد زراعته للشجرة في مزرعته الواقعة بوادي الملح بالمخواة واستخدامه الشخصي لزيتها في معالجة نفسه من عرق النسا . وكذلك علاجه لماشيته باستخدام اوراقها مستعرضا تجاربه العلاجية مع من حوله واستخدامهم لها في علاج العديد من الامراض كالجروح والحروق وامراض اللثة وخفض نسبة السكري في الدم مؤكدا انها شجرة تقبل عليها الحيوانات كالجمال والاغنام بنهم شديد وانه استخدمها لتسمين اغنامه فاجدت نفعا وكانت افضل من البرسيم . وحفلت المحاضرة بمعلومات غزيرة جدا عن الشجرة وفوائد واستخدامات كل جزء منها مؤكدا ان معلوماته نتاج تجارب شخصية ووصف الشجرة بالكنز الثمين المهمل ودعا الجهات المعنية الى استزراعه في الشوارع والاماكن العامة وتجميل الميادين بها عوضا عن استيراد اشجار من الخارج . محذرا اصحاب المزارع من شجرة البزرومي والتي نعتها بالشجرة الخبيثة كونها تؤذي بقية الاشجار في المزرعة واستشهد بتجربته في مزرعته الشخصية حين تسببت في الضرر لبقية اشجار المزرعة .. ودعى لان يكون البديل للبزرومي هذه الشجرة العظيمة البان . وزاد : لو كانت لها عينان زرقاوان وكرافتة لكانت الان تملأ شوارعنا لكن قدرها ان تكون شجرة من ارضنا المعطاء , وقال عنها انها شجرة صديقة وصبورة وتتحمل كل انواع الطقس ومختلف انواع البيئات. وفرق قشاش بين البان الهندي والمحلي وبين اشجار البان في شمال المملكة , التي تعتبر قليلة الاوراق وبين البان في الجنوب , الذي يتميز بكثافة اوراقه ,, وقال انه وجد البان باعداد قليلة في نواحي جبل شدا ووادي ناوان والاحسبة , رافضا تسميتها بالمورينجا ومتغزلا باسمها المتعارف عليه عربيا وهو البان معللا ذلك بموسيقية الاسم . وقال ان العرب فتنوا بها قديما لرشاقتها ولعظيم فوائدها لذا دخلت الذائقة العربية من بوابة الشعر ويضيف ” رغم ذيوع صيتها الا انها حتى الان لم تحظ بما تستحقه من اهتمام وقلة وعي باستخداماتها المتنوعة والتي يسهل الحصول عليها بسهولة ” من خلال غلي ازهارها وجذورها وبذورها وتناول اوراقها. وقد حظيت المحاضرة بالكثير من المداخلات حيث وصف ناصر بن محمد العمري نائب رئيس لجنة التنمية المحاضرة بأنها وجبة ثقافية دسمة , وواصفا الدكتور بانه اسم ثقيل في مجالات عدة , فهو أكاديمي وواصفا وناشط بيئي ومنتمي عضوي الى بيئته ومنحاز إليها. وقال ان ما يميز الدكتور انه ينقل تجربة شخصية ليضيفها لتجارب آخرين وقراءاته وبحثه مما يعطي المحاضرة قيمة مضافة ،وحظيت المحاضرة بالكثير من الاسئلة عن الشجرة وطرق زراعتها واستخداماتها. وفي نهاية المحاضرة التي ادارها الاستاذ احمد بن سالم العمري , قام مدير مركز قدران عبدالعزيز العمري , ورئيس لجنة التنمية بالمخواة علي سالم العمري , بتكريم الضيف والمساهمين في انجاح المحاضرة.