هنيئا لكل الذين شرفهم الله بخدمة حجاج بيت الله أين كان موقعهم ومهما كان حجم الدور الذي يؤدونه.. وأخص بالتهنئة قيادة هذا الوطن ورجاله في مختلف قطاعات الدولة والمطوفين وكافة القطاعات الخاصة التي أسهمت في خدمة الحجيج.. فلو زار البلاد ضيف فكم سيكون فخر المرافقين له وسعادتهم بمنحهم شرف المرافقة وخدمة هذا الضيف، فما بالكم لو كان هذا الضيف هو ضيف الله -ضيف الرحمن، حيث جاء إلى بيته ملبيا دعوته للحج قال تعالى: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق).. فأي شرف أعظم وأنبل من أن يشرفك الله بخدمة ضيوفه .. ويمنحك فرصة السهر على راحتهم، والبحث عن رضا من منحك هذا الشرف وهيأه لك.. وكما يشكر ضيف البلاد قيادتها على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وما قدم له من تسهيلات أثناء زيارته فكذلك ضيوف الرحمن فهم يشكرون الله عز وجل أن يسر لهم حجهم ويشكرونه تعالى على ما عمل من أجلهم وكل ذلك عند الله مكتوبا.. فيامن منحت هذا الشرف العظيم وهذا الوسام عليك أن تعرف حجم المسؤولية التي تحملها على عاتقك.. وتذكر أن الله رقيب على ما تفعله تجاه ضيوفه من خير أو شر، قال تعالى: (ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) ولا يشغلك رأي الناس فيما قدمت لهم من جهد وعمل وأعمل على ما يرضي ربك فإذا رضي عنك الرب .. رضي عنك الناس.. فالله الله بالصدق في المعاملة مع الضيف الذي أكرمه الله بزيارة بيته وحسن التعامل معه ولطف التجاوب مع طلباته وعدم الإساءة إليه قولا أو فعلا .. وعلى الضيف أن يتأدب مع الله تعالى في كل سكناته وتحركاته .. وليعلم أنه ترك وطنه وأهله وولده تلبية لأمر الله عز وجل.. والبحث عن رضاه وجنته فاللهم لا تردهم خائبين وأقبل حجهم وتوبتهم ونقهم من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.. هنئيا لمن حظي بشرف خدمة ضيوف الرحمن وهنئيا لكل المسلمين عيد الأضحى المبارك، وكل عام والمسلمين والعالم أجمع بخير.