استغل العمال المخالفون لنظام الإقامة نهارعيد الأضحى لاغتنام الأيام المتبقية من مهلة التصحيح في كسب الأموال قبل المغادرة. وشهدت طرق المنطقة الشرقية المؤدية إلى مطار الملك فهد الدولي وطريق الرياض والطرق المؤدية إلى أسواق المواشي في الخبر والدمام تجمع الكثير من العمالة الوافدة المخالفة واستقبال المواطنين الراغبين في ذبح الأضاحي بأسعار راوحت بين 30 و50 ريالا للأضحية الواحدة بشرط ألا تتجاوز الأضحية أربع قطع بعد سلخها، يتم ذبحها على جانبي الطرق وتعليقها في إحدى الأشجار التي كانوا يستظلون تحتها في النهار وينامون عندها في المساء أو يدعون الخيار الكامل للمواطن أو المقيم صاحب الأضحية. الاقتصادية قامت بجولة ميدانية على مسالخ الدمام الأهلية في الخبر والدمام التابعة لأمانة الشرقية ورصدت قبل الوصول إلى تلك المسالخ العديد من التجاوزات من قبل العمالة المخالفة التي تتسابق مع الزمن ومع مهلة التصحيح للظفر بأكبر غلة قبل أن تنتهي المهلة ويتم تسفيرها نهائيا، وكشفت الجولة تنافسا كبيرا بين العمالة المخالفة في الأسعار. عمالة مخالفة تمارس ذبح الأضاحي في الدمام أمس. تصوير: عمران حيدر - «الاقتصادية» تعليق الأضاحي على أشجار طريق المطار في الدمام أمس . واعترف الكثير من العمالة المخالفة بعلاقة قوية تربطهم مع بني جلدتهم المسيطرين على سوق المواشي، حيث يقومون ببيع الأضاحي مع تقديم الكثير من الخدمات منها ذبح الأضحية في المنزل أو الاستراحة أو المكان الذي يختاره صاحب الأضحية يتفاوت من 30 إلى 50 ريالا حسب عدد الأضاحي فكلما كثر عدد الأضاحي قل سعر الذبح وقابل للتفاوض . وتذمر الكثير من المواطنين الذين توجهوا بعد صلاة العيد إلى أسواق المواشي لذبح الأضاحي التي تم شراؤها قبل العيد بيوم أو يومين، يعترضهم أشخاص يحملون سكاكين وأدوات ذبح الأضاحي ويتزاحمون على نوافذ السيارات التي أغلبها محملة بالأطفال وبعض الأسر ويتنافسون على تخفيض الأسعار، وخاصة أنهم يذبحون الأضاحي في أماكن ومواقع غير نظيفة وقريبة من بعض الحظائر دون توافر أقل وسائل النظافة. وطالبوا بتواجد أمني من الشرطة والجوازات والجهات ذات الاختصاص على تلك الطرق المؤدية إلى أسواق المواشي وطريق مطار الملك فهد والرياض. وأضافوا أن أغلب الأسر تفضل إقامة ولائم في عيد الأضحى وجمع الأهل والأقارب ووجود تلك العمالة غير النظامية يسبب لهم الخوف والذعر ويحد من الخصوصية لتلك الأسر وخاصة أن هناك أطفالا مع تلك الأسر والمشاهد التي يرونها من لبس وأشكال وحمل سكاكين من قبل العمالة يصيب الأطفال بالذعر والخوف. وقالوا فوجئنا بالعدد الكبير من العمالة التي استقبلتنا على الطرق المؤدية إلى أسواق المواشي والبرية وطرق الاستراحات ويعرضون خدمة ذبح الأضاحي في المكان والزمان الذي نختاره، مضيفين أن أغلب العمالة يبدو من شكلهم الخارجي لا تنطبق عليهم شروط الصحة والسلامة، إضافة إلى عدم النظافة من ملابسهم الخارجية وقد يكون البعض منهم غير مسلم خاصة بعض العمالة من شرق آسيا، مشيرين إلى أن الكثير منهم يحملون سكاكين وسواطير مخصصة لذبح الأضاحي جميعها جديدة. وبينوا أنهم عند شراء الأضاحي يتم عرض بعض الخدمات عليهم من قبل الباعة من العمالة الوافدة خدمات الذبح والتقطيع في المنازل والمزارع والاستراحات، مضيفين أن الكثير من المواطنين لايمانع ويكتفي بذبح الأضحية ويترك العامل الوافد المخالف بتقطيع الأضحية وذلك اختصارا للوقت وعدم الانتظار طويلا في المسالخ الأهلية والمطابخ المرخصة من قبل أمانة الشرقية، مضيفين أن أغلب العمالة التي تعرض خدماتها لذبح الأضاحي من الجالية البنجالية تليها الهندية والسودانية. وفي السياق نفسه ساهم وشجع الكثير من المواطنين العمالة المخالفة بحسن نية خاصة من كبار السن، الذين تقل معرفتهم بالإجراءات والأنظمة الحكومية ويتعاملون بحسن النية ومبدأ عدم قطع الرزق، فتجدهم يوافقون على الذبح عند العمالة المخالفة واصطحابهم معهم للمنازل والاستراحات والبعض منهم قد يدفع لهم أكثر مما اتفق معه عليه من سعر مقابل ذبح وتقطيع الأضحية والبعض منهم يكتفي فقط بذبح الأضحية ويترك الباقي للعمالة من سلخ وتقطيع. من جانبه، قال محمد الصفيان المتحدث الرسمي لأمانة الشرقية إن هناك فرقا ميدانية متكاملة دورها القيام على المسالخ والمطابخ وأسواق المواشي للحد من ظاهرة الذبح العشوائي، مضيفا أن الفرق لا تستطيع لوحدها تغطية جميع المواقع خاصة المواقع المؤدية إلى مطار الملك فهد وطريق الرياض وبعض المواقع في الهاف مون وغيرها. وبيّن الصفيان أن الأمانة لا سلطة لها على العمالة المخالفة التي تستقبل المضحين وتتفاوض معهم على عمليات الذبح كون تلك من مهام الجهات الأمنية ومع ذلك في حال تم اكتشاف مخالفات مماثلة من قبل الفرق التابعة للأمانة فإنها تقوم بإبلاغ الجهات الأمنية المختصة في هذا الشأن. وأضاف أن الأمانة والبلديات تستقبل الشكاوى والملاحظات على العمالة التي تقوم بالذبح العشوائي وإيصالها للجهات المعنية الشرطة والجوازات. وأوضح أن مسالخ الدمام والخبر والمطابخ المرخصة استقبلت أول أيام عيد الأضحى أكثر من 18 ألف أضحية، تم ذبحها بالكامل دون تسجيل أي مخالفة أو اكتشاف أي مرض للأضاحي، مضيفا أن دور الأمانة يقتصر على تسعيرة الذبح والكشف الطبي من قبل الطبيب البيطري المقيم في المسالخ والمطابخ.