هي فتاة أمريكية في الرابعة والعشرين من عمرها تدعى Lizzie Velasquez قام أحد الطلاب في الجامعة التي تدرس فيها بتصويرها دون أن تدري في مقطع لم يتجاوز ثماني ثوان ووضعه على اليوتيوب بعنوان «أبشع فتاة في العالم»، وخلال فترة قصيرة تجاوز عدد متابعي المقطع خمسة ملايين متابع. الكارثة لم تكن في المقطع، بل في التعليقات التي كتبت تحته، حيث كانت معظمها سلبية محطمة وقاسية، أحدهم كتب يقول “أنصحك أن تطلقي رصاصة على رأسك وتسدي خدمة جليلة للعالم كي لا يراك أحد” ونصحها الكثيرون بأن تنتحر! قررت “ليزي” أن تواجه هؤلاء السلبيين بسلاح أشد من سلاح التدمير والتثبيط والانهزامية الذي حاولوا قتلها به، وهو الإيجابية والتفاؤل وتقدير الذات، فقامت بوضع فيلم عن حياتها على اليوتيوب تخبر فيه الآخرين أنها ولدت مصابة بمرض نادر لم يستطع الأطباء أن يجدوا له علاجا، وعدد المصابين به هم ثلاثة فقط على مستوى العالم أجمع، وهذا المرض تسبب لها في النحافة الزائدة والشيخوخة المبكرة وبشاعة ملامح الوجه والجسد، وتحدثت لمتابعيها عن أربعة أهداف تسعى إلى تحقيقها، الهدف الأول أن تقدم محاضرات في التحفيز وتقدير الذات، الهدف الثاني أن تنشر كتابا، الهدف الثالث أن تبذل جهدها لتتخرج من الجامعة، الهدف الرابع أن تكون أسرة وتحصل على وظيفة. لم تكن أهدافها مجرد “هياط” ومسألة ثأر وقتية لكرامتها، بل كانت أهدافا حقيقية نبعت من نفس واثقة بقدراتها وإمكاناتها وتفكيرها الإيجابي، لذلك ركزت على تحقيق أهدافها بدل التركيز على الانتقادات السلبية والآراء المحطمة، فبدأت في إلقاء المحاضرات التحفيزية حتى أصبحت حاليا شخصية ملهمة معروفة على مستوى البرامج الحوارية والصحف العالمية في الغرب، وقامت بنشر كتابها “ليزي الجميلة”، كما تخرجت أخيرا من الجامعة. لو كان ذلك الفتى السلبي الذي صورها ونشر فيلمها الذي لم يتعد الثواني على “اليوتيوب”، يدرك مدى تفكير “ليزي” الإيجابي وتقديرها لذاتها وعدم استسلامها لأقوال الآخرين المحبطة، فهل تراه كان سيفعل ما فعل؟! وخزة الفاشلون يلومون الآخرين والظروف على ما يحدث لهم من فشل ولذلك يعيشون في عزلة وحقد على المجتمع، أما الناجحون فهم يدركون جيدا أنهم وحدهم المسؤولون عن النجاح أو التعثر، ولذلك الآراء السلبية والانتقادات المحطمة لا تؤثر فيهم سلبا بل تشعل في دواخلهم قناديل التحدي والإصرار والنجاح مثل..«ليزي»!