شرورة لم تكن يوما من اﻷيام كغيرها من محافظات ومدن المملكة، إنها بوابة الدار الجنوبية وعروس الربع الخالي، تبسط شوارعها وأحياءها على رمال، كأنها برادة الذهب، في انفراد جغرافي بديع، وانتزعت مياهها من جوف اﻷرض، وكأنها تتحدى تلك اﻷعماق السحيقة للمياه.. آبار تخترق أكثر من 1200 متر من القشرة اﻷرضية لتروي هذه المدينة الوادعة، وكأنها لا تعلم شيئا عن بحر المياه القابع تحت بحور الرمال.. رحبت بالنخيل واحتضنت جذوره رغم أنها علاقة غير نمطية، ولم تكن معهودة ولو لوهلة من آلاف سنين طوتها بكرة الزمان الغابر، ولم ترحب بالنخيل فحسب، بل بقيت هذه المحافظة المضيافة كأهلها.. كرما وترحابا واتساعا.. مرحبة بكل زائر.. بسطت محافظة شرورة إدارتها على مساحات شاسعة من الربع الخالي، محتلة بذلك الجزء اﻷكبر من منطقة نجران.. لتتسنم هرم محافظات المنطقة مساحة وتعدادا وأهمية استراتيجية باتساع رقعتها، وعدد سكان تجاوز مئة ألف نسمة. كل هذا ولا نزال في صدر الحكاية.. إنها قصة سجال بين التنمية والرمال، خلقتها جغرافية تتبنى أعتى الظروف المناخية.. صيفها الملتهب يؤجج هبوب العواصف الرملية.. وقلة المياه تضاعف مشقة التحدي.. وتربة رملية متعطشة لكل قطرة من تلك المياه اﻵتية من رحلتها الطويلة. وهنا كانت المعجزة عندما استطاعت الدولة بقيادتها الحكيمة المتمثلة في ملوك بلاد الحرمين الشريفين وأمراء المنطقة الذين سيكمل مسيرتهم أمير المنطقة الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد تحويل أرض قاحلة إلى مدينة تزين جيد الصحراء.. أرض لم تعهد إلا خبب الإبل، ودبيب كائنات استطاعت التكيف مع تلك الظروف.. واﻵن تتوافر في شرورة كل مقومات الرفاهية.. وهذا يختزل الحكاية.