×
محافظة المنطقة الشرقية

كساب يدعم الجماهير السعودية في الأردن بأكثر من 100 ألف ريال

صورة الخبر

لن يكون بوسع المنتج السينمائي المصري محمد السبكي أن يخفي عن المشاهدين ذلك السعار الذي سيفرضه فيلم «حلاوة روح» للمخرج سامح عبد العزيز على طقس المشاهدة الفيلمية والعين الباحثة عن المتعة والجمال. أما وقد عرض «البرومو» الخاص بفيلم هيفاء وهبي الجديد على بعض الفضائيات ضارباً بعرض الحائط قوانين هذه الطقوس، ومتجرداً من بدهيات هذه المهنة، فإنه صار ملزماً قول شيء فيه، لأن ما يقدمه الإعلان لا يتعدى سرقة بعض أشهر مشاهد فيلم «مالينا» للمخرج الإيطالي جوزيبي تورناتوري، والذي لمعت فيه النجمة مونيكا بيللوتشي. وإذا كان الفيلم الإيطالي لعب على خواء الروح في جزيرة صقلية بعد سقوطها في أيدي النازيين ورسم صورة مكبرة لها ولأطلالها وأهلها وناسها، ودخل في تقلباتها العميقة من خلال حكاية الصبي «ريناتو»، فإننا لا نعرف البتة عن أي حلاوة روح يتحدث فيلم السبكي الجديد، وقد عوّدنا على نوعية من الأفلام التي لا يمكنها أن تحاكي الأرواح من الداخل. الكتابة هنا لا تفترض تشويه هذا الفيلم التجاري. لكنّ الإشهار الفضائي عبر تقديم إعلان مسروق كلياً من فيلم ذائع الصيت يفترض هذه الكتابة، لأن الإعلان بطبيعته فج ومسترسل في بدائيته، ولا يبحث عن غطاء ليكون بمأمن على الأقل من التنديد بهذه السرقة بكل هذا الوضوح. فنحن نذهب هنا إلى تقليد سافر لذلك المشهد الشهير الذي تستعد فيه بيللوتشي للظهور علناً في شوارع القرية المحتلة، فتقصّ شعرها، وتخرج متحدية نساء هذه القرية ورجالها على حد سواء، وندرك سلفاً أن ما تفعله يشير إلى التخبط الاجتماعي والسياسي الذي تعيشه هذه القرية على وقع الاحتلال النازي لها وتأثيراته في السلوك الإنساني. ما يفعله السبكي أمر مخرّب، إذ يمكن محاكمة فيلمه بناء على هذه السرقة بكل سهولة، وليس مهماً تقديم قراءة نقدية فيه بعد ذلك، لأن محاكاة هيفاء وهبي للمشهد الشهير حين تجلس بيللوتشي في المقهى وتتسابق إليها الولاعات الذكورية لتشعل سيجارتها لا تنفذ إلى عمق الحالة النفسية التي تمثلها الممثلة الإيطالية وهي تكشف بسلوكها تفسخ المجتمع الإيطالي في أحلك لحظاته مع صعود نجم الفاشية وأفولها في آن واحد. لا نعرف ما الذي ستقدمه هيفاء وهبي على هذا الصعيد، فإن كان المقصود بحلاوة الروح هو طبيعة الأداء المثير الذي طلعت به، فهذه مسألة أخرى لا قدرة هنا على الخوض في تفاصيلها، وإن كان الأمر غير ذلك، يمكن الجزم من الآن بفشل ذريع على هذا الصعيد. فالفيلم الإيطالي يقدم لنا من خلال حكاية الفتى «ريناتو» قصة تلك الفاشية الهشة التي تتعالى وتهوي بتلك الأرواح الوضيعة التي وضعتها في مواجهة عوالمها الداخلية إلى الدرك الأسفل، فيما بدا أن حلاوة الروح في فيلم السبكي لا تتعدى تلك الإثارة الهشة التي يتسابق إليها ذكور الفيلم ليس بالخطأ، وكذلك ليس باليقين ذاته!