عادت الصين من احتفالات السنة الجديدة الطويلة بينما استأنف الدولار صعوده على خلفية البيانات الأمريكية القوية وفترة التيسير الكمي التي توشك على البدء في أوروبا. وحسب تقرير اقتصادي متخصص صادر عن ساكسو بنك، جرى تداول مؤشر بلومبيرج للسلع على الهامش بعدما دعمت توقعات التحفيز المعادن الصناعية وعلى رأسها النحاس، وفي المقابل خسائر في الطاقة (الغاز الطبيعي وخام غرب تكساس الوسيط) والمواد الاستهلاكية (القهوة والسكر). ولا تزال تكلفة خام النفط مختلفة على جانبي الأطلسي مع ارتفاع الفجوة بين خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت إلى أعلى مستوياتها منذ 13 شهراً بحوالي 12 دولارا للبرميل، حيث تسبب الارتفاع الشديد في المخزونات الأمريكية وغياب ردة الفعل على التخفيض الحاد في منصات النفط الأمريكية في وضع خام غرب تكساس الوسيط في موقع الدفاع بينما استفاد خام برنت من الطلب الأوروبي على المصافي وانقطاع العرض من ليبيا والعراق. واختلفت أسعار الغاز الطبيعي كذلك على جانبي الأطلسي إذ انخفضت الأسعار في نيويورك استجابة للسحب المتدني أكثر من المتوقع من المخزونات بينما ساعد الارتياب في أوروبا بشأن توريدات الغاز من روسيا بالإضافة إلى الفترة الطويلة للطلب الشتوي على رفع أسعار الغاز البريطاني. أدت عودة المتداولين الصينيين بعد عطلة احتفالات السنة الصينية الجديدة والتي دامت لأسبوع إلى قفزة في النحاس جراء التوقعات بالمزيد من الدعم الحكومي، مما قد يؤدي إلى دفع النمو رفقة الطلب على المعادن الصناعية. وساعدت كذلك الإشارات التي تدل على أن العرض قد يتراجع بعد الارتفاع الحالي للمعدن الأبيض على الانتعاش وتحقيق لقب أفضل السلع أداءاً في الشهر في أكثر من سنة. وأثارت مقاومة الذهب ضد الهبوط جراء ارتفاع الدولار انتعاشاً في الذهب المسعر باليورو ويبدو هذا منطقياً نظراً للبداية الوشيكة لبرنامج التيسير الكمي الذي يطلقه البنك المركزي الأوروبي. انكسر الميل الهبوطي منذ ارتفاع يناير ومع تأسيس القاع المزدوج عند 1,190 دولار للأونصة، سيكون الهدف الصعودي الأول متمثلاً عند 1,235 دولار للأونصة في مقدمة متوسط الحركة الممتد لمئتي يوم عند 1,246 دولار للأونصة.