توفيق عابد-عمّان قال رئيس رابطة الأدب الإسلامي في الأردن الدكتور كمال أحمد المقابلة إن مصطلح الأدب الإسلامي لا يعني تقديم مواد دينية، لكنه مصطلح شامل ينطلق من التصور الإسلامي للكون والحياة والوجود. وأوضح المقابلة في مهرجان شعري بعنوان سفر الشهداء نظمته رابطة الأدب الإسلامي العالمية بالعاصمة الأردنية مساء السبت، أن الأدب الإسلامي لا يتعصب لدين أو مذهب أو فئة أو حزب أو جماعة، وأنه ينأى بنفسه عن المفاهيم الدينية التي تخص علماء الدين، ويبتعد عن المزالق السياسية التي تهم رجال السياسة، ولذلك نفهم ارتباط كلمة الإسلامي مع الأدب على أنها الالتزام والإنسانية والقيم. واقع مُحزن واستحضر شعراء شاركوا في المهرجان حال الأمة العربية بالقدس ودمشق وبغداد وصنعاء والصومال وليبيا، وأكدوا أن الإسلام دين السماحة بلا عنف أو ضعف، معتبرين أن شهداء فلسطين يمثلون القدوة لجميع المقاومين في هذا العصر، وقالوا إن فلسطين ستزهو ثانية رغم جرحها النازف. ويرى الشاعر سليم الصبّاح أن على الشاعر أن يكون صادقا حتى يكون قدوة للشباب، باعتباره ناطقا رسميا بلسان حال الأمة وقائد الشريحة المثقفة المحركة للأحداث. وقال إن دور القصيدة في المرحلة الحالية أقل مما كان سابقا، وذلك بسبب منافسة وسائل الإعلام الأخرى. وبشأن مدى نجاح الشعر الإسلامي في التعبير عن واقع وآمال المجتمعات، يرى الشاعر عبد الرحمن القضاة أن الشعر له خصوصية معينة، وهو يسجل نجاحا حينا وقصورا حينا آخر لعدة عوامل، أبرزها الواقع والأديب والجمهور، وهي عناصر الظاهرة الأدبية، فإن توافقت وانسجمت ينجح الأدب في أداء رسالته والعكس صحيح. ومن قصيدته العروبة التي ألقاها بالمهرجان، أنشد القضاة: هل ينفد البحر إن جفت روافده ما دام يرفد من أحداقنا أرقا فقلبي من البحر حتى البحر موطنه من الصحاري إلى الشطآن قد خفقا ما كان يؤمن في حد أقيم له بخط سايكس بيكو عندما اتفقا. أدب إمتاعي أما الشاعر ياسين بني ياسين، فتساءل: من رفض التسليم بأن الشعر أدب إمتاعي خالص، وأن الشعر له غايات تعبيرية ووجدانية وتأثيرية، وأنه لا يمكن نفي الالتزام في الأدب بمفهوم الوجودي الفرنسي جان بول سارتر. وفي ما يتعلق بالجانب الإمتاعي، أوضح بني ياسين أن الأدب الإسلامي بما يتوفر له من مرجعيات قرآنية وتاريخية يحقق الجانب الإمتاعي للشعر دون إخلال بالأدب الهادف. ومن قصيدته سفر العودة أنشد بني ياسين: سنرجع رغم الأسى سيدي فنحن على موعد في غد سنغرس في الطور زيتونا ونجتث ما كان من غرقد ونعبر صوبك يا قدسنا نكبر في ساحة المسجد هناك سوف نجوس بيافا وحيفا وعكا وفي صفد. وحول ما يقال إن الأدب الإسلامي يتكئ على ثقافة الغيبيات، رأى الشاعر محمد محمود محاسنة أن ظاهرة البناء بالإفادة من فكرة الغيب لا يعيب الشعر، بل يعد الأمر نقطة قوة. وقال محاسنة إن الغيب ليس مقصورا على أمة دون غيرها، وفي النهاية كل أدب يعكس رؤية المنتج ووعيه الجمعي في عملية بنائية ذكية محكمة. ومن قصيدته لحن الخلود التي رثى فيها الشهيد الطيار معاذ الكساسبة، أنشد: سيذهب نصرك يا معاذ قذائفا ويرف فوقك يا معاذ رذاذا ستعيش في الآفاق صقرا شامخا وتظل في جند العلا أستاذا.