تتجاذب النفس موجات مختلفة الاتجاهات.. كل منها تضرب في الأخرى.. فتحدث صوتا عاليا من شدة الاصطدام.. يخف الموج.. وكأنه يتعانق رغم اختلاف اتجاهاته.. يعزف نغمة اللقاء.. وتأتي موجة تنقل النفس إلى حيز جميل.. في بر الأمان.. ثم تأتي أخرى فتشدها إلى الداخل.. في زخم الصراع المرير.. وهكذا تعيش النفس حيرى في هذا الزحام.. من الهدوء والصخب.. والسكينة والفوضى.. تبحث عن مكان تأوي إليه وتستقر فيه.. وتظل تقاوم.. هنا وهناك.. لعلها تجد ضالتها.. وتمر السنون والأعوام.. وتضعف المقاومة.. وتستسلم النفس لهذه التيارات.. وكأنها تعيش ريشة في مهب الريح.. وعندما تفقد قوتها تماما ومقاومتها..لا تعرف أين مصيرها.. أهو في قاع بعيد الأعماق..!؟ أو على شاطئ بر آمن..!؟ أو ضمن بركان ثائر..!؟ أو في حديقة خضراء.. تحت ظل شجرة وارفة..!؟ هذه النفس التي تعيش عالم اليوم تبحث عن مخرج لها.. وهو بين يديها.. تراه ولا تنكره.. وتعرفه وتقدره.. لكنها ترى الكثير يخوضون غمار بحر.. تنكره ولا تقره.. ومع هذا.. تركب عباب مراكبهم.. وتحذو حذوهم.. وربما تتسابق معهم وترأسهم.. هذه النفس المسكينة.. أما آن لها أن تتوقف..؟ .. اللهم لا ملجأ منك إلا إليك.. فاكس: 6514860