تعتبر الجامعات ركناً أساسياً من أركان بناء الدولة العصرية القائمة على الفكر المتطور. وقد حظي قطاع التعليم في المملكة بالعديد من المنجزات والتطورات، وسجلت ميزانية التعليم بشقيه العام والعالي في السنوات القليلة الماضية، أعلى معدلات إنفاق في تاريخ المملكة يتجاوز ميزانيات بعض الدول النامية. *** وإذا كان هناك عوائق لأخذ الجامعات دورها الطليعي في المجتمع وتطوير أدائها الأكاديمي فهي تتمثل في رأيي في عقبتين رئيستين هما: (1) تغيير واقع جامعاتنا من كونها مصادر تلقين أو تدجين بعيداً عن أساليب الاقتناع العملي الحر، والأسئلة المتلاحقة، وأفكار البحث العلمي المعروفة. (2) إعطاء مزيد من الصلاحيات والاستقلالية للجامعات السعودية. هاتان العقبتان الرئيستان، كما ذكرت في نقاش عقدته جريدة الرياض في 23 ديسمبر 2010م ، تشيران إلى مصدر واحد للإعاقة وهو وجود وزارة التعليم العالي، لذا طالبت بإلغائها حتى تنطلق الجامعات دون عوائق. *** هذه العوائق - كما أعتقد- كانت ماثلة أمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - عندما أصدر قراره الحاسم والسريع، بتوحيد التعليم العام والجامعي في وزارة واحدة. وهو قرار يُشكل توجهاً جديداً في سياسة وفلسفة التعليم في المملكة، تقودنا إلى توقع تغيرات جديدة تتمثل في إعادة هيكلة وزارة التعليم لتتوافق ودورها الجديد. *** وأخيراً.. كانت فكرة إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية توجهاً جديداً في فلسفة التعليم العالي وفق رؤية الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله. وأرى أن توحيد التعليم هو فلسفة ورؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمستقبل التعليم في البلاد، ونواة لفكر جديد ينسجم مع متطلبات العصر واحتياجات المجتمع. #نافذة: الجامعة هي العقل المدبر والمرجعية العلمية المتخصصة لمختلف مؤسسات المجتمع. nafezah@yahoo.com