×
محافظة نجران

أروع صور التلاحم

صورة الخبر

يهمني جداً أن أتناول في حالات متتابعة منطلقات وجود صحافتنا اليومية إذا تم تواصل وجود العافية، وكذا قدرات المتابعة فإن التاريخ الصحفي في بلادنا وبالذات في الرياض وما حولها يمتلئ بالكثير من الغرائب ومفاجآت ليست شخصية أو بفعل قدرات شخصية، وإنما بفعل مرور حالة التغير لدى الشباب، وبالذات في ذلك العصر قبل خمسين عاماً تقريباً، حين تم الانطلاق نحو وجود الصحافة اليومية.. قبل ذلك الوقت كانت هناك صحافة مجلات وشبه صحف أسبوعية.. في الرياض، ومن أجمل التواجد آنذاك هو أن الصحافة الورقية قريباً من تاريخ ذلك الوقت كان في إدارتها شباب، لا أقول أنهم في مستوى قدرة ذاتية فقط وإنما كانت هناك زمالة شباب محليين وبعض عرب متخصصين والكل لا يتجاوز عدد العشرين، بينما في وقتنا الراهن يختلف العدد بفارق كبير جداً بين صحافة الأمس وصحافة اليوم.. يهمني أن أشير إلى أن منطلقات التجديد لم تأت بفعل إرادة ذاتية فقط، وإنما بفعل رغبات الوصول إلى تطور، كما هو الأمر في حالة الصحف العربية خارج المملكة؛ وأيضاً كانت منطلقات جدة في ذلك الوقت في حالة تنوع وحداثة إصدار معروفة لدى الجميع.. ما أذكره.. أن صحف مدينة الرياض قبل أن تكون يومية كانت عبارة عن نشرات فردية خاصة وبأعداد بسيطة الانتشار، بل أذكر أن الصحف اليومية آنذاك لم تكن تتجاوز ما بين الثماني صفحات والاثنتي عشرة صفحة.. وعندما تواصل إصدار جريدة «الرياض» بوجودي كرئيس تحرير لم تكن الصفحات تتجاوز الثماني، وقد مارست الرئاسة قبل أربعين عاماً.. نحن في الحقيقة أمام واقع ذلك الوقت لم نكن أمام مسؤولية الصحافة فقط، وإنما كان المجتمع الذي مارس الانطلاق بهدوء من واقع فقر وغياب تام عن كل حداثة آراء وقدرات، إنما كان يتحرك بأفكار وطموحات ذاته نحو ما يراد من الوصول إلى غايات تطور لن تتوفر بسهولة ولن تأتي بزمن سريع، حيث كان التباعد بين واقع المملكة وبين ما هي عليه معظم دول عربية من تقدم مبكر، إنما يعني تباعد قدرات وإمكانيات.. أتصور أنه من المنطق ضرورة التوقف كثيراً عند مرحلة التأسيس التي لم تكن وسيلة نفوذ لغيرها في داخل بلادها، مثلما هو حال كثير من الدول الفقيرة في شرق آسيا آنذاك أو أفريقيا، وإنما كان يتم تنفيذ مسار تطورٍ ذاتي بقدرات خاصة دون وجود لأي نفوذ آخر.. إذا كان أن الصحافة قد طورت ذاتها، وهذا ما سأتابعه قريباً فإن منطلقات تعدد التطور هو الذي جعل الصحافة تجد ذاتها في تعدد مسارات قدرات الحداثة.. لمراسلة الكاتب: turki@alriyadh.net