توفيت، أمس، في بيروت، شحرورة الغناء العربي صباح عن عمر يناهز 87 عاما.. المطربة التي عدها الكثير من النقاد بحكم الفنانة العربية غير المصنفة أو محددة الجنسية، بدأت الغناء يافعة في موطنها لبنان، وما لبثت أن اتخذت مصر موطنا لها ولفنها، إذ خطفتها الأعين الخبيرة في دنيا الإنتاج لتغني وتمثل ولتصبح نجمة سينمائية «غالية» في المكانة والثمن فنيا تطل من مصر إلى العالم فنانة عربية لا يعني الكثيرين لبنانية كانت هي أم مصرية، ودلائل عدم الخصوصية كانت واضحة بإدراك كبار كتاب الأغنية المصريين واللبنانيين في جعلها، بل في استخدامها لأنماط غناء للحمة عربية مثل لحن فريد الأطرش لها «جنينة حبيبي» الذي كان نصه برائحة قومية استخدم فيها الشاعر أسماء البلدان العربية في قبل وبدء مرحلة استقلال معظم جوانب الخريطة العربية من الأجواء الاستعمارية في ذلك الوقت، ومن النص: جنينة حبيبي ع العين على بابها واقف سبعين فيها الزنبق ع الصفين، فيها التين «العماني» مانجو «مصرية» بلونين مشمش «شامي» يخزي العين وفستق «حلبي» و«سوداني». ومن أغنيات اللحمة الوطنية اللبنانية بطرح عاطفي كانت أغنيتها الشهيرة «مرحبتين مرحبتين» التي جاء فيها أسماء ورموز لطوائف لبنانية متعددة، وهي الأشهر مثل السنية والشيعية والدرزية والمسيحية ومنها: مرحبتين مرحبتين وينن هالدبيكة وين وين محمود وين معروف وين إلياس وين حسين جينا يا طاري الأحباب طاب الملقى بقربك طاب لبناني ما بيغلق باب بابه مشرع ع الميلين كذلك في أغنية «يا معمرجي» التي تتحدث بشكل غير مباشر عن اللحمة الوطنية: يا معمرجي يا معمرجي عمر لي بيت يكون فرجة وفوق العتبة كتب لي المالك محمود ومعروف وجورجي أما في مصر، فلقد استطاع كل من منير مراد وسيد مكاوي إخراجها من صوالين حياة الكبار الذين كانت صباح مطربتهم وإدخالها أجواء الأغنية الشعبية. وبالنسبة لرحيلها، نستطيع القول إنها كم من مرة خدعت وسائل الإعلام الرسمية.. ووكالات عربية وعالمية ومنابر ووسائل إعلامية كبرى وكانت ضحايا تسريبات كاذبة عن رحيل الشحرورة عندما نشرت بعضها ما يردده الكثير ممن هم خارج المنظومة الرسمية إعلاميا وممن يلعبون في الغالب في وسائل الإعلام الافتراضية ووسائل التواصل الاجتماعي. وأكثر ما نستطيع قوله عن صاحبة التاريخ الطويل في الحياة الفنية في عمر قارب القرن أنها أعطت الكثير لفنها، حتى كادت تبقى في أواخر أيامها دونما مليم واحد، أو أنها كانت حتى أسكنها أحد أصحاب الفنادق في بيروت دون مقابل في السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة من عمرها بعد أن أصبحت ضحية نصاب استطاع الاستيلاء على بيتها الأخير.