نعم تلك مشكلة محورية ومهمة في مواجهة الارهاب ببعده الفكري..، حيث بات من الضروري مواجهته بقوة ومن خلال استراتيجية للأمن الفكري وعبر أكثر من ذراع..، ماتقوم به وزارة الداخلية من مواجهة قوية وحاسمة ونوعية للارهاب يشهد به الخصوم قبل الاصدقاء..، ولكن من المهم أيضا استهداف جذور الارهاب بوجهه البشع والمتفق على إنه جريمة..، وخاصة مع ارتفاع سقف بشاعته وتجاوزها اي بعد إنساني أو ديني.. نعود لمربع الإرهاب بجزئية الوقايه وبناء استراتيجيه للأمن الفكري في مجتمعنا السعودي على وجه الخصوص والمجتمع الإسلامي بعمومه.. باعتبار أننا قبلة المسلمين مما يضاعف من مسؤوليتنا.. الجانب الوقائي يأتي في اجتثاث فكر التطرف والتشدد من مجتمعنا وبقوة وتكامل بين كافة مؤسسات التنشئة الاجتماعية والتأثير الفكري..، ويأتي في مقدمتها مؤسسات التعليم العام والعالي.. وأيضاً المنابر الدينية في المساجد وكذلك الإعلام الاجتماعي الذي على وزير الاعلام الشاب متابعة مايطرح فيه عبر ادارة مختصة تعاقب من يسيء للوطن أو يثير الفتنة ويزرع الإرهاب بكل أشكاله الفكرية والعنصرية بأنواعها الاجتماعية والاقليمية والفكرية.. اتوقع ان على وزير التعليم وهو في مرحلة مهمة وتاريخية للتعليم من خلالها نتوقع نقلة نوعية للتعليم..، نريد منه ان ينطلق من مرتكزات وطنية تأتي في اولويتها ان يتم تطهير كافة مفاصل التعليم ممن يحملون بذور الفكر المتطرف وينشرونه بين أبنائنا الطلبة سواء في قاعات الدراسة أو من خلال المحاضرات الجانبية التي تقام على هامش الأنشطة.. سواء في الجامعات أو في المدارس.. أو من خلال منابر الإنشطة التي تقام في الإجازة الصيفية.. ولم تسلم من ذلك المدارس والكليات والجامعات النسائية حيث يوجد بها من يحمل فكر التطرف.. ويعمل على زراعته في وجدان مربيات الأجيال.. مسؤولية كافة مؤسسات الوطن الحكومية والخاصة في مواجهة الإرهاب باتت مسؤولية وطنية ودينية..، نعم فهؤلاء يمثلون خطراً على حراكنا التنموي حيث يعملون على خلق حالة من المقاومة لأي تغيير وبناء تنموي نعمل له ونعمل من خلاله الارتقاء بوطننا وتقدم مجتمعه.. ويقاومون أي تجديد يساعد على دخولنا العالم المتقدم من خلال بناء الإنسان والوطن ببرامج تنموية متكاملة فيما بينها.. نحتاج بكل قوة لاجتثاث منابع التشدد فهي التي صنعت بيئة خصبة لاختطاف أبنائنا وشبابنا من الجنسين وتحويلهم الى قنابل بشرية..لا ترتكز على عمق ديني أو بصيرة إنسانية..والمؤكد أنها أيضاً لا تمثل القيم الؤسلامية التي تكرم الإنسان وتحرِّم روحه وماله وعرضه.. بناء قاعدة فكرية تحمي أمننا الاجتماعي وتلاحمنا بات حتمياً لا يحتمل التأجيل أو التقليل منه فنحن مستهدفين في أمننا وتنميتنا وثرواتنا وقبل ذلك في وحدتنا الوطنية. مواجهة الارهاب من الداخل ليست عملاً أمنياً عسكرياً بل هي عمل أمني فكري لابد من الاهتمام به ولعل مؤسسات التعليم تكون اول بوابه ينطلق منها بناء الأمن الفكري المجتمعي..لتحقيق الاستقرار للوطن وتكريس اللحمة الوطنية أكثر وأكثر ومواجهة التطرف بفكر مجتمعي متين يساهم في تحقيق أعلى درجات الاستقرار للوطن والمجتمع بعمومه.. لمراسلة الكاتب: halmanee@alriyadh.net