في دراسة أعدها مركز تابع لكرسي الامير مشعل بن ماجد عن أبحاث التستر ونشرتها الصحف المحلية قدرت ان اجمالي حجم التستر في المملكة يبلغ 236 مليار ريال وهو رقم مهول وبالغ الخطورة والتأثير. وهذا التستر الذي ينخر في الاقتصاد السعودي والبعض يسميه الاقتصاد الخفي او التجارة غير المشروعة له آثار سلبية هائلة ويستنزف الاقتصاد والدخل القومي للمملكة يمثل هذا الرقم 9% من الناتج المحلي للمملكة في عام 2012م البالغ 266,6 مليار ريال، ويشكل حوالي 19% من ميزانية المملكة لنفس العام البالغة 1200 مليار ريال تقريبا وهذا يعتبر مؤشرا خطيرا وسلبيا على الاقتصاد السعودي والظروف الحالية للمملكة وتزايد التحديات ينبغي معها ايقاف هذه التجارة غير المشروعة، بحسب استطلاع الدراسة ان السبب الرئيسي للتستر او الاقتصاد الخفي او التجارة غير المشروعة ايها ادق هو تلك العمالة السائبة في البلد وهشاشة الانظمة المرتبطة بهذه القضايا التجارية التي جعلت البلد عرضة لما هب ودب من العمالة الاجنبية للعبث بمقدراتها وثرواتها بدون حسيب ولا رقيب. ذكرت الدراسة ان من هذه الاستغلالات في البلد منها 19.3% غش تجاري و19.8 % فساد مالي واداري و15.2% تهرب ضريبي وزكوي و11% تهريب أموال بأنواعه و10% تجارة مخدرات وغيرها مثل الرشوة والتزوير.. الخ. مثل كل هذه الممارسات السلبية التي تعتبر غير مشروعة وتؤثر سلبيا على متانة الاقتصاد وقوته تذهب هباء في قنوات مشبوهة اثرها كبير حتى على الجانب الامني وليس الاقتصادي فحسب مما ينبغي التصدي له بحزم وقوة. هذه الانشطة غير المشروعة يؤول مصدرها وتمول من مصادر واموال غير مشروعة ايضا وبالتالي كأنها تدخل من باب وتخرج من باب آخر وتضع اثرها يجره الاقتصاد عنوة. طالما هذه مساوئ الاقتصاد الخفي والتجارة غير الشرعية لماذا نمت وتمكنت ونضجت في اقتصادنا؟ اعتقد كما ان هناك اقتصادا خفيا فهناك اسباب خفية ايضا لا بد من كشفها ووزارة التجارة والاقتصاد والمالية ومؤسسة النقد لديهم الخبر اليقين. نحن نقول ان خطر هذه التجارة اصبح كبيرا جدا وليس من المعقول كما ورد بالدراسة ان صح ذلك ان الانشطة المشروعة فقط 7.5 مليارات ريال اي حوالي 3.1 % من غير المشروع! ان كانت الارقام دقيقة والعهدة على الدراسة وكرسي البحث. اقترح ان يتولى مجلس الشورى او مجلس الغرف تقصي الامر لايضاح الحقيقة. بكل ود للجميع وافر الدعاء وخالص الامنيات والتبريكات بعيد الاضحى المبارك اعاده الله علينا جميعا بالخير والامن والصحة والسلامة وكل عام والجميع بخير.