وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية مؤخرا على أول علاج يمكن أن يعطي رؤية محدودة للمصابين بالعمى، والذي يتضمن تقنية يطلق عليها اسم القرنية الاصطناعية. وتتيح هذه الأداة للأشخاص المصابين بأنواع معينة من العمى الفرصة لإدراك وتمييز شواخص المشي في الشوارع ووجود السيارات والناس، وفي بعض الحالات قد يتمكن الكفيف من تمييز الأحرف والأرقام الكبيرة. وتشكل هذه الموافقة علامة بارزة في الآفاق البحثية حول موضوع البصر الذي يمثل حصيلة دراسة وتطوير العلماء لحقول علاج الجينات والجينات البصرية والخلايا الجذعية. ويقول غريس شين مدير برنامج أمراض الشبكية في مؤسسة العين الوطنية-التي ساعدت في تمويل مشروع الشبكية الاصطناعية وتدعم مشاريع أخرى- "إنها مجرد البداية, ولدينا عدة أمور مثيرة جاهزة للإطلاق". والشبكية الاصطناعية هي رقاقة من أقطاب كهربائية تزرع في العين، ويعطى المريض نظارات مرتبطة بكاميرا ومعالجا للصور المتحركة. ويسمى هذا النظام "أرغوس2"، ويسمح بانتقال الإشارات البصرية إلى الدماغ من خلال تخطيها للجزء التالف من شبكية المريض. وباستخدامالشبكية الاصطناعية أو التعويض الشبكي لن يتمكن الشخص الكفيف من الرؤية بالطريقة التقليدية، ولكنه سيكون قادرا على تحديد أبعاد وحدود الأشياء، خاصةعندما تكون الألوان متناقضة، مثل الألعاب النارية في السماء المظلمة وجوارب سوداء اللون موضوعة بجانب جوارب بيضاء. ويقول إلياس قسطنطو بولص-وهو أحد 50 شخصا يستخدمون الشبكية الاصطناعية ضمن تجربة سريرية- إنه لم يكن قادرا على رؤية أي شيء في البيئة المحيطة، ولكنه الآن يستطيع تمييز إشارات الطرق وأبعاد الأشياء والناس، ويؤكد "أنه عندما لا تستطيع رؤية شيء فإن أي شيء -كالذي يعطيه هذا النظام- يمثل تغييرا نوعيا ومهما". وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على استخدام "أرغوس2" في علاج الأشخاص المصابين بالتهاب الشبكية الصباغي، وفيه تصاب المستقبلات الضوئية في الشبكية بالتلف. وتلتقط الكاميرا المدمجة في النظارة الصورة وترسلها إلى معالج الصور الذي يحولها إلى معطيات رقمية محصورة باللونين الأبيض والأسود، ثم ترسلها إلى الأقطاب الكهربائية المزروعة في العين التي ترسلها بدورها إلى الدماغ. ومع أن استخدام هذه التقنية ما زال محصورا في مرضى التهاب الشبكية الصباغي، غير أن الخبراء يقولون إن المستقبل قد يحمل إمكانيات تطويره ليصبح قادرا على مساعدة المصابين بالتنكس البقعي وهو المسبب الأول للعمى لدى كبار السن. وتبلغ حاليا كلفة الجهاز وحده 150 ألفدولار،تضاف إليها أجور المستشفى والجراحة والتدريب على النظام، مما يجعله بعيدا عن متاول أيدي الكثيرين، ولكنه يمثل أملا قد يحمل النور لمن حرموا منه طوال سنين.