جازان: «الشرق الأوسط» أكد الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية اهتمام الهيئة بمنطقة جازان، الذي يأتي امتدادا لعناية الدولة بالسياحة الوطنية والتراث الحضاري العريق، إذ تحظى جازان بموقع جغرافي مميز وتضاريس وثروات طبيعية وزراعية وموارد اقتصادية وافرة، إضافة إلى وجود مدينة اقتصادية واعدة، وميناء متطور ومطار جديد تحت الإنشاء، مما يجعل منها موقعا استثماريا مجديا وناجحا، خصوصا مع توافر دعم كبير توليه الدولة للمناطق كافة لتحقيق التنمية الشاملة، وحرص ومتابعة مستمرة من الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان، ورغبة أكيدة من أهالي المنطقة. وقال الأمير سلطان بن سلمان في كلمته خلال حفل تدشين المنتدى الاقتصادي بجازان: «نحن في الهيئة العامة للسياحة والآثار نقدر المشاركة في هذا المنتدى الاقتصادي، خصوصا أنه يتزامن مع صدور قرارات مهمة داعمة للاستثمار السياحي، ومنها صدور موافقة المقام السامي الكريم على توصيات اللجنة المشكلة لدراسة الاحتياجات الآنية والمستقبلية لتطوير جزيرة فرسان وتطويرها سياحيا بوصفها منطقة سياحية ذات أهمية بيئية، وخصص لذلك أكثر من ملياري ريال، يجري اعتمادها على مدى السنوات القليلة المقبلة، بالإضافة إلى 666 مليون ريال اعتمدت خلال السنتين الماضيتين». وأضاف: «أعدت الهيئة بالتعاون مع مجلس المنطقة مسارا لتفعيل القرار وتنفيذه، متضمنا عدد 26 مشروعا من المشروعات الداعمة للتنمية السياحية والتراث العمراني في منطقة جازان، منها 19 مع الشركاء من القطاع الحكومي، و7 مشروعات مع القطاع الخاص، كما أقر مساء أمس انطلاق أعمال اللجنة العليا لتطوير فرسان التي يرأسها أمير المنطقة». وتابع الأمير سلطان بن سلمان: «أصدرت الدولة خلال السنوات القليلة الماضية عددا من القرارات المهمة الهادفة إلى دعم السياحة والتراث الوطني، تبلغ في مجملها 28 قرارا مهما، ويصب معظمها في تحفيز الاستثمارات السياحية، وزيادة وتنويع البرامج والفعاليات السياحية، وتحسين الخدمات السياحية، ورفع جودتها، وتطوير قطاعات مقدمي الخدمات وتطوير قدراتهم، وإعادة هيكلة عدد من القطاعات الرئيسية بشكل جذري ومتكامل». وزاد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار: «السياحة تمثل حاليا القطاع الاقتصادي الثاني في المملكة في نسبة توطين الوظائف وتوفير فرص العمل، إذ تشير تقديرات مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) التابع للهيئة في عام 2014، إلى أن حجم الاستثمارات السياحية بلغت 26 مليار ريال، في حين بلغ عدد الفرص الوظيفية المباشرة في القطاع السياحي 795 ألف وظيفة، منها 215.445 وظيفة يعمل بها سعوديون، يمثلون ما نسبته 27.1 في المائة، كما بلغ إسهام قطاع السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي ما نسبته 2.7 في المائة». واستطرد الأمير سلطان بن سلمان: «تسهم التنمية السياحية في توفير البنية التحتية في المناطق الأقل نموا، وتنمية المواقع والوجهات المحلية، وتنويع الاستثمارات في المنتجات والخدمات السياحية، إضافة إلى دورها الرئيس في اللحمة الوطنية، وربط المواطنين بإرثهم العظيم وتاريخهم العريق، واستقطابهم لمختلف المناطق، وتشجيعهم على قضاء إجازاتهم في الوجهات المحلية، وهو ما يسهم في توطين رؤوس الأموال المنفقة في السياحة الخارجية، التي قدرت خلال الصيف الماضي بمبلغ 29.6 مليار ريال». وأضاف: «ترتكز التنمية السياحية في المملكة على الشراكة والتكامل مع جميع مؤسسات الدولة، والقطاع الخاص والمجتمع المحلي والمواطنين، وقد بلغ إجمالي عدد اتفاقيات التعاون التي وقعتها الهيئة مع القطاعين العام والخاص 90 اتفاقية بنهاية عام 1435». وقال الأمير سلطان بن سلمان: «أكملت الهيئة خلال السنوات الماضية بناء (رؤية واستراتيجية للاستثمار السياحي في المملكة)، وإعداد (تحليل متكامل) لعناصر بيئة الاستثمار السياحي، وفق إطار من التعاون المثمر مع الشركاء المعنيين، وفي مقدمتهم وزارات (المالية والتجارة والصناعة والاقتصاد والتخطيط)، والهيئة العامة للاستثمار، وجرى من خلاله توفير البيئة الاستثمارية المناسبة لنمو السياحة الوطنية، وتقديم الحوافز للمواطنين للاستثمار في المشروعات السياحية، وإنشاء مراكز لخدمات الاستثمار السياحي، وتقديم برامج للتمويل». وأضاف: «حرصت الهيئة على تحقيق الاستغلال الأمثل للجزر السعودية في كل من البحر الأحمر والخليج العربي لأغراض التنمية السياحية، وفق ضوابط محددة لتلافي الآثار السلبية على الأمن والبيئة، وقد خلصت لجنة مشكلة من عدد من الجهات الحكومية إلى مجموعة من التوصيات لتنفيذ خطة تنمية الجزر سياحيا، وقامت الهيئة بإعداد قائمة أولية شملت 59 جزيرة سياحية على ساحل البحر الأحمر والخليج العربي». واختتم حديثه قائلا: «إن ما تجده الهيئة من دعم كبير من الدولة، وما صدر - أخيرا - من قرارات مهمة، تتطلب منا العمل جميعا على تحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات لأحد أهم القطاعات الاقتصادية الواعدة في المملكة، في ظل قيادتنا الرشيدة، الحريصة على بقاء المواطن في وطنه، لينعم بمقوماته وموارده، ويتمتع بالعيش فيه تجربة ثرية وممتعه وغنية». وشكر رئيس الهيئة العامة للسياحة الأمير سلطان بن سلمان، أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز رئيس مجلس التنمية السياحية بجازان، ووزير البترول والثروة المعدنية، ومحافظ الهيئة العامة للاستثمار، والرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية»، على إشراك الهيئة في بلورة الرؤية الاقتصادية لمنطقة جازان عموما، ومدينة جازان الاقتصادية خصوصا.