لا مجال للمقارنة بين عمل الداعية المسلم، الخالص لوجه الله، وبين أي عمل آخر، حتى لو كان تطوعيا، فالداعية يعمل تطوعيا لنشر تعاليم دين إسلامي حنيف إذا التزم الناس بها تطوعوا في كل سبل الخير والصلاح وساهموا في كل نشاط تطوعي يهدف لخير البشرية. ما أنا بصدد التنبيه إليه، دون مقارنة بين الثرى والثريا، هو تميز علماء العلم الشرعي وطلاب العلم والدعاة في استخدامهم لميزة (تويتر) أو (الفيسبوك) أو غيرهما من وسائل التواصل الاجتماعي، فالمتابع يلحظ أن هؤلاء يسخرون هذه الوسيلة في نشر الوعي الديني والإفتاء في الواجبات والمناسك والشعائر في كل مناسبة والإفادة مما آتاهم الله من العلم في كل يوم وفي كل شهر وفي كل ركن وواجب وسنة ونافلة. هذه الأيام، على سبيل المثال، يركز علماء العلم الشرعي وطلابه والدعاة (لا أحبذ ذكر الأسماء وتحديد البعض دون الآخر) على إفادة الناس في أمر الحج والأضحية والتكبير، وقبل ذلك كانوا يغردون عن الصوم والزكاة وزكاة الفطر وصيام الست من شوال وفضل الصدقة وفضل صيانة حق الجار وصلة الرحم. هم بالتغريد بما لديهم من علم وتبحر وقدرة على الإقناع يبثون الطمأنينة بين الناس ويعينون على الصبر والصلاح والاحتساب حتى عند المصائب وينشرون الفضيلة وإجمالا هم يسخرون ما لديهم من علم في إفادة المجتمع وخلق مجتمع صالح مستقيم مسالم. قلت لن أقارن ولكن أسألكم أن تستشهدوا بأي علماء ومختصين وحملة شهادات عليا في أي مجال آخر أفادوا من (تويتر) و(الفيسبوك) ووسائل التواصل الاجتماعي في تثقيف الناس بمثل الكم الهائل الذي يفعله علماء العلم الشرعي وطلابه والدعاة، فهنيئا لنا بهم وبتفاعلهم الإيجابي منقطع النظير سامي الهدف الذي يهدف إلى ثواب من الله لا من خلقه، ومع ذلك يأتي من يتجرأ عليهم وعلى علم عميق أبحروا فيه بل غاصوا في مكنوناته سنين طويلة.