×
محافظة المنطقة الشرقية

فيصل بن خالد يستقبل المهنئين ثاني أيام العيد

صورة الخبر

عندما كتب الشاعر السوري محمد سليمان الأحمد قصيدته المدوية «من أجل الطفولة»، لم يكن يدور في خلده أن أطفال وطنه سوريا سوف يأتي عليهم يوم يرشهم فيه أحد أبناء طائفته العلوية بالمواد الكيماوية بعد أن وصفهم قبل رشهم بأنهم مجرد جراثيم تتكاثر ولا بد من رشها بالكيماوي حتى لا تتكاثر أكثر!؟ ومن حسن حظ الشاعر أنه لم يعش حتى يشهد ما فعله ويفعله النظام العاهر في دمشق وإلا لكان ألمه أكبر ومعاناته أعظم.. كيف لا وهو الشاعر الذي كتب عن الطفولة أفضل قصيدة باللغة العربية في العصر الحديث عبر فيها عن مشاعره النبيلة الفياضة السامية نحو الأطفال، ولو أنه لم يكتب غير هذه القصيدة الشهيرة التي سآتي على ذكر أبيات منها لكفته حتى يخلد اسمه وشعره في الأذهان وتظل ترددها الأجيال سواء علموا بقائلها أم لم يعلموا! لقد كان بدوي الجبل يدعو ربه من أجل الطفولة ألا يريهم ممن حولهم وجها مقطباً، فأراهم بشار الكيماوي وأراهم زبانيته وأعوانه الموت الزؤام بالطائرات والصواريخ والبراميل المتفجرة والمدافع حتى اختلطت دماؤهم فجراً في مواقع عديدة مع قطعة الخبز التي وقفوا صفوفا أمام المخابز لشرائها فكانت طائرات الوغد لهم بالمرصاد! إن بدوي الجبل يحلم بعالم جميل تصان فيه الطفولة وتحاط فيه بالحب والرعاية والدفء وإليكم أبياتا من قصيدته العظيمة التي بدأها بالحديث عن طفل من عائلته ثم فتحها لكل طفل حيث قال: وسيماً من الأطفال لولاه لم أخف على الشيب أن أنأى وأن أتغريا يجور وبعض الجور حلو محبب ولم أر قبل الطفل ظلما محببا وإن ناله سقم تمنيت أنني فداء له كنت السقيم المعذبا يزف لنا الأعياد عيدا إذا خطا وعيدا إذا ناغى وعيدا إذا حبا ينام على أشواق قلبي بمهده حريرا من الوشي اليماني مذهبا وعندي كنوز من حنان ورحمة نعيمي أن يغرى بهن وينهبا ويا رب من أجل الطفولة وحدها أفض بركات السلم شرقا ومغربا وصُن ضحكة الأطفال يا رب إنها أذا غردت في موحش الرمل أعشبا ويا رب حبب كل طفل فلا يرى وإن لج في الإعنات وجها مقطبا وهيئ له في كل قلب صبابة وفي كل لقيا مرحبا ثم مرحبا لقد قتل أطفال سوريا وروعوا وهجروا ودمروا نفسيا وجوعوا ومرضوا فما وجدوا علاجا ولا دواء وحرموا من التعليم وفقدوا ذويهم ولم يجدوا من يحميهم، ناهيك من أن يجدوا من يحنو عليهم.. ولكن الله فوق الجميع!!