بعد قرابة 7 قرون، برأ بحث علمي ساحة الفئران من نشر وباء الطاعون الذي فتك بالملايين في أوروبا بالقرن الرابع عشر، ووجه أصابع الاتهام إلى اليرابيع Gerbil، وهو نوع من القوارض تتم تربيتها كحيوان أليف أحيانا. ودحض علماء من النرويج وسويسرا، في دراسة نشرت في "دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، معتقدات شائعة منذ مئات السنوات، بكون الفئران حاضنة للبراغيث حاملة المرض، ورجحوا انتشار الوباء إلى اليرابيع وأنواع أخرى من القوارض في آسيا الوسطى، وأضاف بروفيسور نيلس كريستيان ستينش، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية: إذا كنا على صواب فهذا يقتضى منا إعادة كتابة هذا الجزء من التاريخ." واستقصى العلماء في دراستهم الموجة الثانية لوباء الطاعون بأوروبا، وبدأت بـ"الموت الأسود" من الفترة 1347 وحتى 1353، واستمرت بشكل متقطع لمدة أربعة قرون أخرى، وتستند استنتاجاتهم بعدم مسؤولية الفئران عن نشر الوباء، نظرا لاقتصار تواجدها في مناطق محددة بشمال أوروبا إبان تلك الفترة، كما أن ذروة انتشار الوباء لا تتطابق والأحوال الجوية الملائمة لنشر سريع للمرض بواسطة براغيث الفئران. وقارن الفريق البحثي سجلات لحلقات الأشجار الدائرية مع سبعة آلاف و711 حالة تاريخية لتفشي الطاعون لرؤية ما إذا كانت ظروف الطقس ستكون الظروف المثلى لحالة تفشٍ سببتها الفئران. ورجح العلماء ظهور المرض وانتشاره إبان كل فترة بخطوط التجارية، وتنقل القوافل التجارية بمناطق موبؤة بالمراض بآسيا الوسط ونقلها إلى أوروبا، وللتحقق من صحة نظريتهم يعمل الباحثون على تحليل الطاعون عن طريق حمض نووي من ضحايا الوباء. وطمأن كين كيج، خبير الطاعون بـ"مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية" الأمريكية مربي اليرابيع كحيوانات أليفة: "ذا اشتريته من محل لبيع الحيوانات الأليفة فليس لديك ما تقلق بشأنه."