حرص الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على تأكيد أن العلاقة قوية مع السعودية ودول الخليج، وأن حجم الدعم الخليجي مكّن مصر من الوقوف والصمود. وقال في إشارة غير مباشرة للتسريبات الصوتية «مهم أنكم تعرفوا أننا لا نسيء لكم، وحتى الذين أساءوا لينا لم نسئ لهم، فما بال الذين دائماً كانوا واقفين جانب مصر». وسبق للسعودية والإمارات والكويت أن أكدت عمق العلاقات وعدم تأثرها بعد مكالمات هاتفية من الرئيس المصري لقادتها إثر بث التسريبات الصوتية. وإذا كانت هناك شوائب قد تعكر هذه العلاقات فهي ستأتي من بعض وسائل إعلام ومتصدرين فيها، حينما يصعد الطبالون والراقصات لمنابر الإعلام في وقت حرج لا يمكن توقع غير الردح، وحينما يستخدم الردح همزاً ولمزاً لشعوب وقادة دول سينعكس هذا سلباً على العلاقات. تضررت العلاقات المصرية - المغربية بسبب كلام بذيء ولا أخلاقي من مذيعة مصرية على شاشة فضائية عن المغاربة، سحبت الرباط سفيرها وتغيرت لهجة الإعلام المغربي، فركض وزير الخارجية المصرية إلى الرباط لإصلاح ما أفسدته مذيعة مصرية. وهناك حالات أخرى لانفلات إعلاميين محسوبين على مصر، والمسألة ليست في حساب على «تويتر» ولا مقالة تنشر من كاتب، بل في من يكتب أو يتحدث وهو قريب أو يدعي قرباً من أصحاب القرار. الظروف الصعبة التي تمر بها مصر ودول عربية أخرى مع هجمة فوضى وخراب تحتم إزالة كل الشوائب ومسبباتها، أيضاً هي في جانب آخر تفرض فتح أبواب ومساحات للمصالحة والتوافق، وينتظر من القاهرة فتح مثل هذه الأبواب مع المعارضين، خصوصاً المعتدلين من الإخوان وغير الإخوان. هذا سيفرض واقعاً جديداً يساعد في استعادة الحد الأدنى من «القوة العربية»، لمواجهة خطر كبير لا يستثني أحداً. asuwayed@