×
محافظة المنطقة الشرقية

اجتماعي / 150 طالباً وطالبة يشاركون في تنظيم منتدى جازان الاقتصادي

صورة الخبر

على مسافة صغيرة عن بالي، المكان الأبرز لقضاء العطلات في إندونيسيا، يستمع سائح سعودي وعائلته للأذان مع غروب الشمس في لومبوك، التي يطلق عليها اسم "جزيرة الألف مسجد". وتقع لومبوك في محور حملة السياحة الإسلامية في إندونيسيا، التي يوجد فيها أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم، وتأمل في زيادة عدد الزوار القادمين من بلدان الشرق الأوسط وخصوصا الخليجية منها. وفي حين أنها تهدف إلى الاستمرار في جذب السياح الغربيين الذين يتزاحمون على سواحلها الجميلة، تسعى الجزيرة أيضا إلى النهوض بتراثها الإسلامي الذي يضم كثيرا من أماكن العبادة والأضرحة المكرسة للدعاة المسلمين القدماء. ويقول سليمان، السائح السعودي البالغ من العمر 58 عاما، وكان بصحبة زوجته التي كانت ترتدي البرقع الذي يغطيها بالكامل: "أنا أحب هذا المكان لأنني أستطيع سماع صوت الأذان والناس يذهبون إلى المسجد للصلاة". ووفقا لـ "الفرنسية"، تعد إندونيسيا أكبر أرخبيل في العالم، مكونة من أكثر من 17 ألف جزيرة، لكنها تخلفت عن الدول الأصغر والأكثر تطورا في جنوب شرق آسيا مثل ماليزيا وتايلاند من حيث اجتذابها للسياح. وارتفع عدد القادمين إلى إندونيسيا من الزوار الأجانب إلى 8.8 مليون شخص في عام 2013، وفقا لأرقام رسمية، مقارنة بـ 25.72 مليون شخص في ماليزيا و26.55 مليون شخص في تايلاند. وفي حين أنه لا توجد أي أرقام رسمية للسياحة المتوافقة مع "الشريعة" في إندونيسيا، إلا أن القطاع يشهد نموا قويا على الصعيد الدولي. في تقرير صدر في الفترة الأخيرة، توقعت مجموعة الأعمال التجارية ذات التوجه الإسلامي "تصنيف الهلال" Crescent Rating أن قيمة القطاع ربما تصل إلى 192 مليار دولار سنويا على الصعيد العالمي مع حلول عام 2020، مرتفعا من مستواه في عام 2013 البالغ 140 مليار دولار. فرص من الشرق الأوسط قال رزقي هانداياني، أحد كبار المسؤولين في وزارة السياحة، للوكالة "الفرنسية": "يعد النمو الاقتصادي لدول الشرق الأوسط جيد جدا ونرى فرصة سانحة في ذلك". فقد جاء نحو 190 ألف زائر فقط من الشرق الأوسط إلى إندونيسيا في عام 2013، وفقا للأرقام الرسمية، لكن السلطات تأمل أن يعمل محرك السياحة الإسلامية فيها على زيادة تلك الأرقام. وقد وفرت الحكومة مرشدين سياحيين لدعم إندونيسيا كـ "وجهة مسلمة صديقة"، وتسلط الضوء على الوجهات السياحية الأفضل في البلد، المتوافقة مع الشريعة، وتذكر أن هنالك أكثر من 600 ألف مسجد في الأرخبيل. وتأمل لومبوك، التي طالما عانت من الشهرة الأوسع من جارتها المعروفة جيدا بالي (ذات الأغلبية الهندوسية) أن تتمكن جهودها في دفع السياحة من المساعدة في تحسين صورتها. وتعتزم السلطات بناء مركز إسلامي ضخم يحوي مسجدا وفندقا ومركزا تعليميا، ووجود المرشدين السياحيين المدربين تدريبا خاصا سيعمل على مساعدة الزوار المسلمين على التوجه إلى أقرب مسجد في وقت الصلاة. وتأمل أجزاء أخرى من إندونيسيا الاستفادة من هذه المبادرة. كما تسعى كل من مقاطعة آتشيه، في إندونيسيا الغربية وتعد الجزء الوحيد من الدولة الذي يفرض قوانين الشريعة الإسلامية، والعاصمة جاكرتا، إلى اجتذاب السياح من الشرق الأوسط، الذين كثيرا ما يجلبون معهم أفراد عائلاتهم وينفقون أموالهم ببذخ. وفي لومبوك، تعمل الفنادق أيضا على تعزيز نفسها كأماكن إسلامية، بوجود تسعة منها حتى الآن حاصلة على شهادة الشريعة المطلوبة. وعلى نحو يشابه نظام النجوم في الفنادق التقليدية، تقترن الإقامة المتوافقة مع الشريعة برمز الهلال، كرمز مرتبط بالإسلام، مع الخدمة الأفضل التي يتلقاها الفرد. وتعد أفضل الفنادق تلك التي تحصل على ثلاثة أهلة. وينبغي أن يكون لدى الفندق علامات تبين اتجاه القبلة ونسخ من القرآن الكريم في الغرف، إضافة إلى وجود مطبخ يعد ويقدم الطعام الحلال، وذلك من أجل الحصول على أول ترتيب من الهلال. وعلى الرغم من تفاؤل المسؤولين، إلا أن هنالك مخاوف من أن الضغط لإيجاد السياحة الإسلامية قد يبعد الزوار الآخرين الذين يرغبون في التمتع بأشعة الشمس مرتدين ملابس الشاطئ والاسترخاء على الشاطئ. لكن الحكومة المحلية تصر على أن بإمكانها تعزيز وتشجيع السياحة المتوافقة مع الشريعة دون التأثير في الصناعة القائمة، وأن تبقى تلك النقاط الساخنة في المنطقة ــ مثل جزيرة جيلي تراوانغان الصغيرة، قبالة الساحل الغربي من لومبوك ــ غير متأثرة. وتتطلع السلطات بوضوح لترسيم المناطق الأكثر ملاءمة للزوار المسلمين، حيث ينبغي على السياح الغربيين التستر فيها.