أفصح الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية عن بحث استخدام شبكة السكك الحديدية في نقل المنتجات البترولية بين مدن المملكة بدلاً من نقلها عبر الشاحنات كما هو معمول به حالياً، مبيناً أن عملية توفير الطاقة أمر مهم جداً، فعندما يتم ربط الشبكة ما بين «رأس الخير والجبيل والدمام» فإن هذه الوصلة ستخدم الصناعات في جميع أنحاء المملكة. وكشف وزير المالية أيضاً عن جسر بري سيربط الرياض وجدة عبر السكك الحديدة، إضافة إلى ربطه المملكة بالحدود الشمالية والأجزاء الأخرى، فعندما تكتمل هذه الشبكات سيكون لدينا ربط بين أجزاء المملكة، مبيناً أن هناك بحثا لمشاريع أخرى في السكك الحديدة منها: شبكة حديد دول مجلس التعاون بحيث تربط دول المجلس مع المملكة والعالم الخارجي. وأشار إلى وجود عوائد متوقعة من هذه السكك فيما يخص تقليص استخدام الوقود المستهلك في عمليات النقل بين المدن، إلا أنه بين أن هذه السكة لا يمكن أن ترتبط مع قطار المشاعر، فالأخير لديه مواصفات مختلفة، وقال: «الجسر البري هو خط قطار بين الرياض وجدة، وهو تحت التصميم، وإذا نفذ سيرتبط مع بقية أجزاء السكك الحديدية، ولن تتأخر فترة تصميم المشروع». جاء ذلك على هامش توقيع الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» عقداً لإدارة التشغيل والدعم الفني لمشروع قطار الشمال في الرياض أمس، مع تحالف بريطاني باسم «الشراكة» تقوده شركة سيركو، ضم إلى جانبها شركة فريت لاينر، ومجموعة نت وورك ريل المملوكة للحكومة البريطانية. وستشمل مهام التحالف خلال العقد -الذي يستمر لمدة خمس سنوات بقيمة إجمالية قدرها 705 ملايين ريال- تطوير جميع سياسات وإجراءات شركة «سار» الخاصة بإدارة البنية التحتية لشبكتها وتشغيلها بما يضمن تقديم أفضل معايير الخدمة لعملائها، حسب المقاييس العالمية المتبعة في الأداء والسلامة، ويشمل ذلك كافة خطوط خدمات الشركة للركاب والبضائع، إضافة إلى النقل الثقيل للمعادن والبترول والبتروكيماويات. وفيما يخص العقد المُبرم، أوضح الدكتور إبراهيم العساف أن الإعداد لتشغيل خط سكة حديد «سار» مع تجمع الشركات البريطانية، مهم من عدة نواح، منها وجود شركات متخصصة من ناحية التشغيل وصيانة البنية التحتية وكذلك تشغيل قطارات الركاب أو البضائع، والأمر الآخر -وهو الأهم- أن هذا العقد سينقل التقنية من الشركات المتخصصة إلى المملكة. وأضاف: «نص العقد على عدد من النقاط المهمة منها التدريب في جوانب الإدارة، وكذلك إرسال الموظفين والمهندسين من شركة «سار» للعمل مع تلك الشركات بحيث في نهاية العقد يتم تشغيل هذه الخطوط من قبل الشباب السعودي، وهو عقد في غاية الأهمية خصوصاً مع بداية التشغيل، بالنسبة لسكة الحديد وبداية التشغيل بقيت بعض المراحل الصغيرة جداً داخل مطار الملك خالد». واستطرد بقوله: «كما استمعنا أن أول قطار سيصل في حدود شهرين من الآن، وكذلك يبدأ الإعداد الكامل بحيث يبدأ التشغيل التجريبي في النصف الثاني من العام الجاري، على إثر ذلك يبدأ التشغيل التجاري لنقل البضائع والركاب، وكما تعلمون أن قطار المعادن بدأ منذ سنوات وبدأ بنقل خام الفوسفات والبوكسايد من المناجم في شمال شرق المملكة إلى رأس الخير وبدأ الإنتاج واستخدامه». وتطرق إلى أن المملكة بدأت بإنتاج الألمونيوم نتيجة لاستخدام الخامات الموجودة في البلاد من البوكسايت، وكذلك المنتجات التي تعتمد على الفوسفات، مبيناً -وحسب الشرح الذي قدمته «سار»- أن قطار المعادن سيحمل 4 ملايين طن هذا العام مقارنة بـ6 ملايين طن منذ التشغيل، وأن هذه نقلة كبيرة جداً، إضافة إلى 2 مليون طن من البوكسايت للمصانع في رأس الخير. وقال وزير المالية: «أنا أعتبر أن هذه الشبكة هي جزء من شبكات متكاملة لربط السعودية، ولدينا شبكات الطرق وشبكات النقل الجوي والاتصالات، وحالياً تكمل شبكات سكة الحديد الحلقة بالنسبة للبنية التحتية التي تخدم التنمية الاقتصادية في المملكة، ونتطلع كذلك إلى استكمال بقية المشاريع الخاصة بالبنية التحتية، وقد يكون من أهمها هو الجسر البري الذي يربط البحر الأحمر بالرياض». مؤكداً أن المردود الاقتصادي لهذا المشروع سيكون هائلا، فقط استمعنا إلى عنصر وحيد وقليل وهو الوفر في الديزل نتيجة لعدم استخدام الشاحنات، إضافة إلى سلامة الطرق من استخدام تلك الشاحنات بالإضافة إلى كفاءة النقل وسرعة النقل. الجوانب الاقتصادية في غاية الأهمية في الاقتصاد الوطني، بالنسبة للوضع الأمني في داخل المملكة الأمور مستتبة ولكن مع ذلك لسلامة الشبكة وسلامة المواطنين لا بد من اتخاذ إجراءات السلامة سواء في أنظمة الإشارات أو العبور وغيرها، فقد تم الأخذ في الاعتبار جميع تلك الأمور. من جهته، بين منصور الميمان، رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» أن الشركة تهدف من إبرام العقد إلى تنفيذ الاستراتيجية التي وضعتها الدولة عند تأسيس «سار»، وهي تشغيل وإدارة شبكتها من الخطوط الحديدية مباشرةً أو عن طريق الغير بالكفاءة اللازمة ووفق معايير التشغيل الاقتصادية حسب المقاييس العالمية في الأداء والسلامة. وأشار الميمان، إلى أن إحراز قيمة نوعية للمملكة من خلال العمل على نقل تقنية صناعة الخطوط الحديدية من شأنه أن يعزز من قدرة السعودية للاعتماد على الكوادر الوطنية في تولي مهام إدارتها وتشغيلها وصيانتها في المستقبل، إضافة إلى ندب مهندسيها السعوديين للعمل في مرافق شركات التحالف في بريطانيا لمدد تتراوح بين ستة أشهر وسنة، لإكسابهم الخبرات والمهارات الفنية لهذه الصناعة في مختلف مجالاتها. من جانب آخر، أوضح الدكتور رميح الرميح الرئيس التنفيذي لشركة «سار» أن الشركة وبإشراف مجلس إدارتها عملت على بلورة نموذج تشغيلي يضمن تقديم أعلى معايير الكفاءة في الخدمة المقدمة لعملائها من جهة، ونقل تقنيات هذه الصناعة للمملكة لتحقيق استدامة هذه الصناعة، وتمكين شباب الوطن من تولي مهامها في المستقبل من جهة أخرى. وأضاف الرميح: «مجلس إدارة الشركة اعتمد نموذج إدارة التشغيل والدعم الفني، بعد دراسة عدد من خيارات نماذج التعاقد، حيث قام فريق من الإدارة التنفيذية للشركة بزيارة مجموعة من الشركات العالمية المتخصصة في عدد من الدول المتقدمة في صناعة النقل في الخطوط الحديدية لعرض هذا النموذج بهدف جذبهم لتكوين تحالفات تشكل مزيجاً لشركات تمتلك خبرات واسعة في مجالات إدارة البنى التحتية للخطوط الحديدية إلى جانب إدارة النقل سواء للركاب أو شحن البضائع أو النقل الثقيل». د. إبراهيم العساف خلال الجولة