الرأي(ضوء): نتج عن الإنترنت كم هائل من الأنشطة الاقتصادية، وتقدر دراسة أجراها مؤخرا معهد McKinsey أن التأثيرات الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة تمثل 3.4% من إجمالي الدخل القومي في 13 دولة خضعت للدراسة ولكن 21% من النمو الاقتصادي في خمسة اقتصادات ناضجة، مع توفير 2.6 فرصة عمل لكل وظيفة يتم فقدها. وحسب ما أفاد تقرير دراسة استقصائية عالمية حول خصوصية الانترنت وحرية التعبير الصادر عن منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، تتمتع شركات الإنترنت مثل جوجل وياهو والفيسبوك بحرية الوصول الى كم هائل من البيانات وهي أكثر شركات الانترنت التي لديها قواعد مستخدمين هائلة مثلا الفيسبوك لديها ما يزيد على 800 مليون مستخدم، وتمتد لتشمل المزيد والمزيد من التعاملات، فيما يمكن للمستخدم استخدام جوجل في التوصل الى الانترنت، وارسال الرسائل الالكترونية وعرض مقاطع الفيديو والتسوق وخلافه. والكثير من الخدمات التي تقدمها هذه الشركات هي مجانية وتعتمد نماذج عملها على جمع معلومات المستخدم واستخدامها لاغراض التسويق. ولذلك تمثل بيانات المستخدم قيمة اقتصادية كبيرة. وقد كشفت دراسة اجريت في عام 1999 أن 92% من مواقع الانترنت كانت تجمع على الاقل نوعا واحدا من المعلومات المحددة للهوية عن مستخدميها مثل الاسم أوعنوان البريد الالكتروني أو العنوان البريدي». ويمكن التأكيد على أنه منذ ذلك الحين ازدادت عملية جمع المعلومات. وتوجهت الشركات كذلك الى أن تمارس أقصى درجات السرية بشأن نوع المعلومات التي تجمعها وكيفية جمعها، كما ذكرت مجلة ذي اكونومست، وذلك لأن الأمر يتعلق بالميزة التنافسية بذات قدر تعلقه بمخاوف الخصوصية. تعتمد جل هذه الانشطة الاقتصادية على وسطاء الانترنت – مجموعة من أصحاب المصلحة والخدمات والتطبيقات التي تسهل من التعاملات بين الاطراف الاخرى الانترنت، بما ذلك على سبيل المثال محركات البحث ومزودي خدمات الانترنت. وتعتمد الاتصالات من خلال الانترنت اعتمادا متزايداً على هؤلاء الوسطاء للوصول الى البيانات ومعالجتها وارسالها. ولقد نشأ عن القوة المتزايدة للوسطاء وتحكمهم في البيانات الشخصية عدداً من المخاوف بشأن ما اذا التنظيمات السارية كافية لحماية حقوق الخصوصية. وكان من بين هذه المخاوف 3 أنواع بارزة هي مواقع التواصل الاجتماعي والحوسبة السحابية ومحركات البحث. 0 | 0 | 1