هناك أمر يقترفه الجميع، بل ويتنافسون فيه بشكل عجيب وغريب !! كما أن عندهم خلطا عجيبا في بعض المفاهيم والمصطلحات، ويداخلون بينها!! ولو كان الأمر هيناً بسيطاً يخص شخص لهان الأمر، وسهل الخطب، وقل الاهتمام به، ولكنه أمر يخص المجتمع برمته، فتأثيره شامل، وأثره كامل، على كل الشرائح، والطوائف، بل كل تقسيمات المجتمع، وطبقاته، بل إنه يعتبر منعطفاً مهماً بين سعادتنا وتعاستنا، بين راحتنا وشقاوتنا، بين أمننا واستقرارنا، وخوفنا واضطرابنا !! بل بين رحمة الله بنا، وغضبه علينا!! الأمر جد خطير، بل في غاية الأهمية، وفي منتهى الخطورة !! إنه كفران النعم، من خلال الإسراف والتبذير، الذي وللأسف، يتنافس فيه الجميع، حتى مستوري الحال، يتسلفون ويتدينون لكي يجاروا البقية!! فليسوا أقل منهم أنفساً، وإن قلّت المادة، وقصُرت الحالة !! هذه باختصار القاعدة وتلك المعادلة !!. وعليه فإن النعم سريعة الزوال، سهلة التحول، إن لم تُحفظ وتشكر!! وحفظ النعم وشكرها بعدم إهانتها، من خلال الابتعاد مظاهر الإسراف والتبذير وصوره المختلفة !! قال تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) سورة النحل 112. لذا يجب أن نتكاتف جميعاً، ونعمل سوياً، لمعالجة هذا الأمر، قبل فوات الآوان !! فوالله حالفاً غير حانث، أننا قد تجاوزنا الحدود في ذلك !! ربي أسالك أن تعاملنا برحمتك ولا تعاملنا بعدلك يا الله !! كم أنت حليماً علينا، وأنت ترى كل ذلك منا !! اللهم لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا. يجب أن يكون لوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية دور بارز في التوعية، والتثقيف، والإرشاد والتوجيه، وكذلك أئمة المساجد، وخطباء الجوامع، وكذلك المعلمين في المدارس، وأساتذة الجامعات، والمشايخ والدعاة، يجب أن تتكاتف كامل الجهود من أجل سلامة السفينة، سفينة النجاة!! فنحن جميعاً ركاب تلك السفينة!! هذه صرخة قبل فوات الأوان : ياقومي إني لكم من الناصحين !! وإلا فالجوع والخوف بانتظارنا!! الرياض