×
محافظة المنطقة الشرقية

«أرض تعليمية» لهجرة صلالة

صورة الخبر

يدشن 150 فنانا مصريا صحوة جديدة للوحات الأبيض والأسود، عبر أعمالهم المنفذة بهذه الخامة، ويشاركون بها في الدورة الثالثة لصالون «أبيض - أسود» الذي يفتتحه الفنان أحمد عبد الغني، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، مساء الأربعاء المقبل 25 فبراير (شباط) الحالي، بمركز الجزيرة للفنون بالقاهرة، وسوف يستمر المعرض حتى 11 مارس (آذار) المقبل. وتكرم هذه الدورة الفنان الكبير الراحل عبد الهادي الجزار، وتعرض له أعمالا جديدة لأول مرة، كما ستعرض أعمالا للفنان الراحل محسن شعلان، والفنان الراحل خلف طايع، والفنان محمد رزق كضيوف شرف. ويتنوع الفنانون المشاركون في الصالون، بين أجيال ومشارب فنية مختلفة، يعرضون أكثر من 250 لوحة، تتخذ من اللونين الأبيض والأسود، تيمتها الرئيسية، كما أتاح الصالون أن يستضيف على وتر إيقاعه الرئيسي وللمرة الأولى المشاركة بأعمال زيتية، مما سيكسب العرض تنوعا وثراء في الرؤى والأفكار والأساليب الفنية. وأشار الفنان أحمد عبد الغني، إلى أن هذه الدورة الثالثة لصالون «أبيض – أسود» تأتي تأكيدا لأهمية استمرار هذا العرض النوعي الذي يضع الفنان أمام إشكالية إبداعية محفزة لقدراته للبحث عن أساليب وممارسات إبداعية مبتكرة وغير تقليدية، كاشفا عن بواطن جمالية ومفاهيمية جديدة يمكن استخلاصها من خلال حدة التضاد بين الأبيض والأسود. وتدين ذاكرة الفن التشكيلي المصري للأبيض والأسود بكثير من الإسهامات الجمالية المتميزة، حتى إن أغلب الفنانين لا يسلمون من سطوة هذين اللونين، سواء في اتخاذهما كاسكتشات كروكية أولية لأعمالهم المنفذة بخامات أخرى، أو الاكتفاء بهما، في إنجاز كثير من أعمالهم، التي تقتصر على أقلام الفحم والرابيدو والحبر الأسود. ومن أبرز هؤلاء الفنانين: حمدي عبد الله، وجميل شفيق، ومصطفى عبد المعطي، ومجاهد العزب، الذي يقيم حاليا معرضا بأتيلييه القاهرة للفنون والآداب ومعظم لوحاته تعتمد على الأحبار السوداء. ويبدو أن الولع بلوحات الأبيض والأسود، وما تفرضه هذه الخامة من تعقيدات جمالية في بناء الصورة والشكل، يعكس حالة الحدس الباطني للفنان، وكيف يتكون إحساسه بالصورة في منطقة اللاوعي، ثم كيف يصعد هذا الإحساس إلى المسح الورقي كاستجابة فسيولوجية، وضرورة فنية لتناغم الوعي واللاوعي معا، وهو ما جعل تخطيطات الأبيض والأسود، تطغى على نظرة كثير من الباحثين المهتمين بسيكولوجية ظاهرة التشكيل، وما تنطوي عليه من قيم جمالية، تقاس عليها مظاهر التجريب والتفسير للأساليب الإبداعية لدى كل فنان على حدة، أو تيار فني معين.. الأمر الذي يضفي على هذا الصالون أهمية خاصة.