غزة سلطان ناصر اختصر أطفال فلسطينيون المسافة بين مدينتي غزة ومكة المكرمة وصنعوا أنموذجاً مصغراً للكعبة المشرفة بكل مكوناتها وسط قطاع غزة، بالتزامن مع طواف المسلمين الذي جاؤوا من كل العالم حول الكعبة لأداء فريضة الحج. عشرات الأطفال من روضتي ميرا النموذجية والأيدي الصغيرة ارتدوا الملابس الرسمية لمناسك الحج وبدأوا يتوافدون على نموذج الكعبة، وارتفعت أصوات التكبيرات في المكان ورددوا قائلين: «الله أكبر الله أكبر.. لا إله إلا الله.. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد». ولم يكن الأطفال خلال طوافهم مهتمين بإغلاق معبر رفح ولا بفرض إسرائيل مزيداً من الحصار عليهم، ولا بالخلافات التي وقعت بين فتح وحماس مؤخراً وكانت ضحيتها حرمان عدد من الغزيين من السفر إلى الديار الحجازية لأداء مناسك الحج. ميسرة الشيخ مدير روضة الأيدي الصغيرة، قالت: أطفالنا اختصروا المسافات بين مكة وغزة، ومثلوا مناسك الحاج بكل تفاصيلها، ونحن نهدف من ذلك إلى تعليمهم ركناً خامساً من أركان الإسلام على الرغم من أننا كفلسطينيين ننتظر سنوات لنتمكن من السفر لأداء هذا الركن نتيجة للحصار الإسرائيلي علينا وأزمة معبر رفح. واستغلت الشيخ خلال حديثها لـ»الشرق» الأجواء الإيمانية التي شكلها الأطفال بالتزامن مع طواف المسلمين حول الكعبة المكرمة، لتوجيه دعوة للفصائل الفلسطينية وخاصة حركتَيْ فتح وحماس بضرورة التوحد وإنهاء الانقسام والتصدي للمخططات إسرائيل في تهويد المسجد الأقصى التي بدأت تسير في اتجاه منعطف خطير جداً. واتفقت الشيخ مع وجدان دياب مدير روضة ميرا النموذجية بأن ما يجمع الفلسطينيين أكثر مما يفرقهم، ورفضتا أن تقحم وزارتا الأوقاف والشؤون الدينية في حكومتي غزة والضفة حجاج بيت الله الحرام في دائرة الانقسام كما حدث في هذا الموسم. وأوضحت دياب أن أثراً سلبياً خيَّم على نفوس الغزيين الذي مُنعوا من السفر لأداء فريضة الحج جراء المناكفات السياسية بين فتح وحماس، الأمر الذي دفعهم إلى التفكير في هذه الفعالية. ونشبت خلافات بين وزارة الأوقاف في الضفة وغزة في اليوم الأول لخروج حجيج غزة إلى بيت الله الحرام، وتبادل الفريقان الاتهامات حول إرجاع عدد من الحجاج خلال استعدادهم للسفر، فيما منعت السلطات المصرية 33 حاجاً من المغادرة وأعادتهم إلى غزة دون إبداء السبب. وتمحور الخلاف بين الفريقين حول البعثة الإدارية المرافقة للحجاج هذا العام، المكونة من وعاظ وإداريين وإعلاميين، حيث جرى الاعتياد في السنوات الماضية على أن يتم تقاسم أعضائها بين وزارتي الضفة الغربية وقطاع غزة.