منى أحمد الناشري يعيش الحاج المصري أحمد عبدالرحيم بربع رئة، ويستعين في يومه بأنبوبة أوكسجين لا تفارقه، ويحملها معه أينما اتجه. وبالرغم من الآلام وضيق حاله وكبر سنه إلا أن كل هذه الظروف لم تثنه عن تحقيق حلمه بالحضور إلى المشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج. ويروي الحاج أحمد عبدالرحيم القادم من صعيد مصر تفاصيل قصته مع حلم الوجود في المشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج، قائلاً «عملت لأكثر من 28 سنة في منجم للفحم ولم أكن أكترث لكل السموم التي كنت أستنشقها، وكل ذلك في سبيل جمع المال وتحقيق حلم العمر بالحج إلى بيت الله وزيارة مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم». ويضيف «استطعت ولله الحمد أن أكوّن نفسي وأن أفتتح لي محلاً لبيع الأقمشة، من وراء العمل بالمنجم، ولكني صدمت بتعرضي لتليف في الرئة، وتعطل ثلاثة أرباع لوظائفها الحيوية، لتبدأ رحلتي مع المرض والبحث عن علاج، وهو الأمر الذي كلفني كثيراً مما جنيته طوال فترة عملي وكدحي، وقد أجريت حتى الآن ثماني عمليات جراحية كلفتني كثيراً من المال، بالإضافة إلى أنها أعاقتني عن تحقيق عدد من أحلامي أهمها الحج، وزاد من معاناتي تعرض المحل الذي أملكه إلى حريق أثناء الثورة المصرية، ذهب معه جل ما جنيته من هذه الحياة». وزاد عبدالرحيم «حزني على ما تعرضت له لا يقارن بسعادتي بالوجود في المشاعر المقدسة، وتحقيق حلم العمر بالوقوف في هذه الأراضي الطاهرة، وأحمد الله عز وجل أن كتب لي الحضور بين هذه الجموع، حتى إن كنت لا أستطيع التحرك إلا بأنبوبة الأوكسجين.